- عبدالوهاب الوزان: مطلوب مزيد من الدعم للعاملين بالقطاع النفطي.. ورؤية مستقبلية تتركز في تنمية الصناعات النفطية
- د.محمد الدويهيس: «استيراد الغاز المسال» يعظّم المردود الاقتصادي للكويت ويسهم في توفير العديد من الوظائف
- عبدالرحمن الهارون: ضرورة التزام السلطات الـ 3 بمهامها داخل اختصاصها وعدم التدخل بأعمال القطاع النفطي
- محمد الهاجري: اليوم أقولها «لم يبقَ لدينا بالكويت ما نفخر به سوى القطاع النفطي».. بعدما دمرت السياسة كل شيء
أحمد مغربي
بسواعد كويتية قادرة على تحقيق الإنجازات نجحت مؤسسة البترول الكويتية مؤخرا في تدشين مرافق الغاز المسال في منطقة الزور من خلال استقبال أول شحنة غاز مسال من دولة قطر، تلك اللحظة الفارقة في تاريخ القطاع النفطي الكويتي لم تكن سهلة ولكنها نتيجة جهد وعمل دؤوب استمر لأكثر من 4 سنوات رغم التحديات التي واجهت المشروع لتدخل الكويت في الصدارة بإنجاز أكبر مشروع استيراد غاز مسال في منطقة الشرق الأوسط والخامسة عالميا وإنشاء أضخم جزيرة صناعية من خلال طمر رمال بحر الزور. ذلك المشروع الضخم الذي رصد له نحو مليار دينار سيحدث نقلة نوعية في تلبية احتياجات الطاقة النظيفة في الكويت من خلال تزويد محطات الكهرباء بالطاقة النظيفة، إذ يحتوى المشروع على 8 خزانات عملاقة ستسمح باستقبال 22 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا، وتبلغ الطاقة الإنتاجية اليومية للمشروع 3000 مليار وحدة حرارية بريطانية أي ما يكافئ استهلاك 540 ألف برميل من النفط الخام يوميا لإنتاج نفس القدر من الطاقة.
«الأنباء» بدورها استطلعت أراء عدد من الخبراء والاقتصاديين والقياديين النفطيين السابقين والذين أكدوا في تصريحات متفرقة أهمية المشروع وإنجازه بالوقت المحدد رغم التحديات والعقبات التي تزامنت مع تفشى جائحة كورونا، مشيرين إلى ان القطاع النفطي دائما سباق ويزخر بالقيادات النفطية والعمالية التي لديها الخبرة في التعامل مع أصعب الظروف لتقدم كل ما هو غال ونفيس للكويت، مشددين على أن القيادات النفطية أثبتت أنها أهل التحدي ودائما لديها حل لكل الأزمات.
وأكد الخبراء النفطيون على الدور الكبير الذي يقوم به الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية م.هاشم هاشم فاعتبروه «قبطان سفينة القطاع النفطي» الذي يعمل بهدوء في سبيل إنجاز العديد من المشاريع النفطية في البلاد، مشددين في الوقت ذاته على عدم الزج بالقطاع النفطي في أي مشاكل سياسية قد تعوق مسيرة التقدم والإنجاز وإعطاء الشباب الكويتي الفرصة الكاملة لإدارة هذا المرفق الحيوي الهام. وقالوا: «يعتبر مشروع استيراد الغاز المسال مفخرة للكويت والمنطقة باعتباره مشروع استراتيجي مهم»، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال النائب الأول لرئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت وعضو مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية الأسبق عبدالوهاب الوزان، إن القطاع النفطي يتميز بالنجاح دائما بفضل تمتع قيادته والعاملين فيه بالكفاءة والخبرة اللازمة لإدارة هذا المرفق الهام والحيوي للكويت، ولذلك نرى دائما في مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة العديد من الإنجازات خلال الفترة الماضية والتي كان آخرها استقبال أول شحنة غاز مسال الى منشأة استيراد الغاز المسال في منطقة الزور والتي تعتبر الأكبر على مستوى العالم.
وأوضح الوزان ان كافة القياديين والعاملين في القطاع النفطي يقومون بواجبهم الوطني على أكمل وجه، متحديين في ذلك كافة العقبات والتحديات التي تواجه الصناعة النفطية العالمية، فضلا عن التداعيات السلبية الناجمة عن تفشى وباء كورونا، مطالبا بمزيد من الدعم للعاملين في القطاع النفطي ورؤية مستقبلية تتركز في كيفية تنمية الصناعات النفطية وألا تبخس الدولة حق القطاع النفطي لان اعتماد الدولة وكافة إيرادات الميزانية تأتي من هذا القطاع الهام والحيوي.
حدث استثنائي
وذكر الوزان ان استقبال أول شحنة غاز تمثل حدثا استثنائيا للكويت والقطاع النفطي، ومن هذا الحدث الكبير نشد على أيدى العاملين في مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة وعلى رأسهم الرئيس التنفيذي للمؤسسة م.هاشم سيد هاشم، مضيفا: «قد تكون شهادتي مجروحة في الأخ هاشم هاشم فأنا أعتبره المجاهد في القطاع النفطي وكذلك العاملون في شركة كيبيك وعلى رأسهم الرئيس التنفيذي بالوكالة في الشركة وليد البدر».
وشدد الوزان على ضرورة تأهيل الشباب الكويتي وتدريبهم لإدارة القطاع النفطي مستقبلا بصورة شمولية، وتزويدهم بالخبرة المطلوبة من القيادات الحالية في القطاع لتحقيق أهداف الخطة المطلوبة التي وضعتها مؤسسة البترول لعام 2040.
وفي نهاية حديثه، تقدم الوزان بالشكر الجزيل الى كل العاملين في القطاع النفطي وإلى القياديين على جهودهم الدؤوبة التي استمرت لسنوات في إنشاء هذا المشروع الضخم وتنمية القطاع.
إنجاز كبير للكويت
من جانبه، قال وزير التخطيط والتنمية الإدارية الأسبق ومستشار ومدرب في القيادة والتخطيط الاستراتيجي والتنمية الإدارية د.محمد الدويهيس، ان مشروع استيراد الغاز الطبيعي المسال في منطقة الزور يعد الأول من نوعه في الكويت وأحد أكبر مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال في العالم من حيث السعة التخزينية، حيث يحتوي على 8 خزانات سعة كل خزان 225 ألف متر مكعب، مشيرا إلى ان وصول أول ناقلة تحمل أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال LNG إلى المشروع يعتبر إنجازا كبيرا للقطاع النفطي.
وذكر الدويهيس ان مشروع الوحدات الدائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال (LNG) يأتي كجزء من الخطة الاستراتيجية لمؤسسة البترول الكويتية لعام 2040 بشأن دعم التزامها بتوفير احتياجات البلاد من الطاقة الحالية والمستقبلية من الوقود البيئي النظيف.
وأضاف: «تنبع أهمية المشروع في تلبية احتياجات محطات الكهرباء والماء من الطاقة النظيفة واحتياجات مصافي النفط والصناعات البتروكيماوية من الوقود النظيف مما سيخدم خطط حماية البيئة وبالتالي سيؤدي إلى تعظيم المردود الاقتصادي للكويت علاوة على إسهامه في توفير العديد من الوظائف للمواطنين».
الموظف الأول للكويتيين
وذكر ان إنجاز مشروع استقبال الغاز المسال لم يأت بين يوم وليلة وإنما يعتبر جهدا موصولا ودؤوبا استمر لسنوات من القيادات النفطية السابقة والحالية.
وقال ان القطاع النفطي يعتبر من القطاعات المهمة في الدولة فهو يعتبر الموظف الأول للشباب الكويتي وبفضل إنجاز المشاريع الكبرى في القطاع فإنه استطاع استقبال آلاف الشباب الكويتي في مختلف المرافق والمنشآت. وقدم الدويهيس النصيحة الى كافة العاملين في القطاع النفطي بضرورة الاطلاع على أحدث التقنيات النفطية العالمية والتعرف على أبرز التحديات التي تواجه الصناعة وأن يحدث تطوير للدخول إلى العالم الرقمي في الصناعة.
مصدر تفاؤل
من جهته، قال العضو الأسبق في المجلس الأعلى للبترول عبدالرحمن الهارون: «في البداية نهنئ صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، على إنجاز مشروع استيراد الغاز المسال في منطقة الزور والذي يعتبر من أكبر مشاريع استيراد الغاز في الشرق الأوسط، وقدم الهارون التهنئة كذلك إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد على دعمه اللامحدود للقطاع النفطي وثقته الكبيرة والمطلقة في القيادات النفطية في إنجاز المشاريع».
وتقدم الهارون كذلك بالتهنئة إلى وزير النفط ووزير التعليم العالي د.محمد الفارس والذي يعتبر تواجده على رأس القطاع النفطي مصدر تفاؤل وثقة كبيرة، فالذي نعرفه عن الوزير الفارس أنه نظيف اليد حسن السمعة ولا يوجد لديه أي أجندات سياسية تعكر صفو القطاع النفطي أو تؤثر على قراراته في إدارة هذا المرفق الحيوي، وحريص على كوادر القطاع النفطي والعمل والحفاظ على منظومة القطاع وتأهيل وتدريب العاملين، وكذلك إلى الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية م.هاشم هاشم الذي نعتبره قبطان سفينة القطاع النفطي وكذلك باقي القيادات النفطية.
تدخلات سياسية
وذكر ان القطاع النفطي رغم الإنجازات الكبيرة التي يحققها في صمت إلا أنه يعاني من التدخلات السياسية التي تؤثر فيه وعلى أداء القيادات النفطية، فسابقا كان الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية واضحا للجميع وخصوصا في القطاع النفطي والذي لم يتم تجاوزه لأي حال من الأحوال، وهذا الأمر هو الذي مكن القطاع النفطي من العمل بمعزل عن الوضع السياسي.
وأضاف: «عندما تغيرت الأوضاع وبدأنا نرى تهاوي مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث في الكويت وتدخل السلطة التشريعية في صميم العمل شاهدنا كيف انعكست هذه التدخلات سلبيا على القطاع النفطي وأبرز مثال هو إلغاء صفقة كي داو».
وتابع: «مع قبول السلطة التنفيذية بالتدخل في القطاع النفطي بدأت السلطة التشريعية تستمرئ وتفرض أجنداتها السياسية ومن ثم بدأت المشاكل في الظهور، والآن المشكلة الرئيسية في أن كل كبيرة وصغيرة تتم إحالة القيادات الشريفة إلى النيابة العامة سواء القياديون السابقون أو الحاليون وبالنهاية عند حفظ التحقيق الذي تم بناؤه على غير أساس.. لا يرد اعتبار هذه القيادات أو توجيه أي الاعتذار لها!».
وزاد: «للأسف رأينا تدخلات سياسية في كل كبيرة وصغيرة في القطاع النفطي وشاهدنا ممارسات دخيلة على العمل المؤسسي، فإذا كانت هناك رغبة في إزاحة قيادي نفطي يتم تحويله إلى النيابة العامة تحت أي ذريعة وذلك لإعطاء المجال لأشخاص غير جديرين في تقلد هذا المنصب».
وطالب الهارون بضرورة التزام السلطات الـ 3 بمهامها الدستورية وعدم تدخل أي سلطة في عمل السلطة الأخرى حتى لا ينعكس الأمر سلبا على أداء عملها.
مفخرة للكويت
بدوره، قال عضو المجلس الأعلى للبترول السابق والرئيس السابق لاتحاد المحاسبين والمراجعين العرب والرئيس السابق لجمعية المحاسبين والمراجعين الكويتية محمد حمود الهاجري، أن الكويت استقبلت خبر استقبال أول ناقلة غاز في مرافق استقبال الغاز الطبيعي المسال والتي تعد اكبر محطة لاستيراد الغاز الطبيعي في مصفاة الزور بسعادة غامرة بهذا الإنجاز الكبير بسواعد أبناء الوطن والذي يعد مفخرة للكويت وللقائمين على القطاع النفطي. وأضاف الهاجري: «على الرغم من كل العراقيل البيروقراطية والعثرات السياسية إلا ان شباب القطاع النفطي عامة وأبناء شركة كيبيك كانوا على قدر المسؤولية وحققوا إنجازا يرفع الرأس في خضم ما تعيشه الكويت من إخفاقات وسلبية بشكل عام».
وأشار إلى أن أعمال وإنجازات القطاع النفطي غير محسوسة او ملموسة من المواطن العادي بشكل مباشر نظرا لطبيعة الصناعة الفنية والدقيقة، لكن مثل هذه الإنجازات يجب ان تكون محط أنظار الحكومة والبرلمان على السواء، لذا فإن الدعم الحقيقي الذي يحتاجه القطاع يكمن بشيء واحد وهو الاستقلالية بعيدا عن التجاذبات السياسية المدمرة، وهو بالحقيقة المطلوب من أعضاء مجلس الأمة الوطنيين.
واختتم الهاجري حديثه قائلا: «اليوم وأقولها بكل ألم لم يبق لدينا بالكويت ما نفخر به سوى القطاع النفطي بعد ان دمرت السياسة كل شيء، فلنترك هذا القطاع يعمل حتى لا يتوقف شريان الحياة لدولتنا الحبيبة الكويت».
جهود جبارة بمشروع «استيراد الغاز المسال»
قال الهارون ان مشروع استيراد الغاز المسال يعتبر مفخرة للقطاع النفطي وقام القياديون في مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة بأداء واجبهم الوطني في تنفيذ هذا المشروع بكل هدوء رغم التحديات، فمرفق استيراد الغاز المسال يعتبر مرفقا استراتيجيا للكويت وليس اقتصاديا وحسب، ورغم هذا الإنجاز لم نر إلا القلة القليلة من نواب مجلس الأمة التي أشادت بهذا المشروع الضخم. وأشاد الهارون بالجهود الجبارة التي قام بها العاملون في القطاع النفطي في تشييد كبرى المشاريع النفطية في الكويت والمنطقة والعالم، وذلك على الرغم من التحديات التي تواجه الصناعة النفطية والضغوط والمهاترات من بعض نواب مجلس الأمة.
القطاع النفطي.. مظلوم شعبوياً!
قال الدويهيس: «أرى ان القطاع النفطي في الكويت مظلوم شعبويا، بأغلب الوزارات والهيئات في الدولة ترى ان القطاع النفطي يتقاضى أعلى الرواتب وهذا صحيح ولكن عند مقارنة رواتب العاملين في القطاع النفطي المحلي نرى انه مساو للعاملين في أغلب الشركات النفطية الخليجية أو أقل».
قدرة على حل جميع الأزمات
أكد الوزان ان القيادات النفطية أثبتت أنها أهل التحدي ودائما لديهم حل لكل الأزمات التي تواجه الكويت، وذكر ان «مؤسسة البترول» تحتاج إلى تأسيس قطاع إعلام متمرس ومتمكن وقادر على مجاراة الإنجازات الفنية في القطاع النفطي.
استقلالية القطاع النفطي
قال الهاجري ان استقلالية القطاع النفطي
لا تقتصر على النأي به عن أتون السياسة وإنما التركيز على انه صناعة ذات طبيعة خاصة ولا يمكن ان يدار إلا من أبناء القطاع الذين تدرجوا بمناصبه وتمرسوا بأعماله وتدربوا على مخاطره.
وأضاف: «نحن اليوم بالقدر الذي نفرح ونفخر بهذا الإنجاز وما سيتبعه من مشاريع عملاقة قريبة الإنجاز ونشد على أيدي قيادات وأبناء القطاع النفطي بمزيد من العطاء والالتزام، فإننا نطالب الحكومة والبرلمان بأن يتركا لهذا القطاع مساحة واسعة للتفرغ لأعمالهم الفنية والدقيقة بعيدا عن الضغوط والطلبات والتدخلات بالتعيينات والترقيات وحتى بالترسيات».