عندما ترتدي ثوبا أبيض، ناصع البياض إلا من نقطة سوداء صغيرة، فإن الذبابة تتجه الى تلك النقطة تحديدا وتترك باقي الثوب.
وهذا هو حالنا مع شديد الأسف، كيف ذلك؟
خلال الأسبوعين الماضيين مررنا بمجموعة من الأخبار الإيجابية، أولها على الصعيد الخليجي عندما أعلنت شركة «آبل» عن اختيار مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية مقرا لأكاديمية Apple Developer Academy كأول فرع لها في الشرق الأوسط.
ثم جاء تصريح نائب رئيس الدولة في الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وحاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ليعلن عن إطلاق برنامج وطني للمبرمجين بالتعاون مع جوجل وميكروسوفت وأمازون ومجموعة من الشركات العالمية والتي تهدف إلى تدريب واستقطاب 100 ألف مبرمج وإنشاء ألف شركة رقمية كبرى خلال 5 أعوام.
تم تداول هذين الخبرين بشكل موسع في الخليج عموما والكويت خصوصا.
ولكن وضع الذباب المحلي بصمته عندما تهكم على الكويت بربط الخبرين السابقين بالسالمون والروبيان في البطاقة التموينية لخلط الأوراق وتسفيه الكويت، علما بأن إضافة السالمون النرويجي والروبيان بالقسماط في البطاقة التموينية هو خبر إيجابي في حد ذاته، إلا أن هناك من تناسى عمدا أو سهوا ربط الأخبار الخليجية بخبر اختيار شركة بوينج الكويت كمقر لها في الشرق الأوسط لتكون جهة تدريب وتأهيل للشباب.
وهناك من تناسى عمدا أو سهوا خبر صعود الصندوق السيادي الكويتي كثالث أكبر صندوق سيادي على مستوى العالم بل وتم التشكيك في الخبر، ولا خبر تسجيل مؤسسة التأمينات الاجتماعية أفضل أداء استثماري في تاريخ المؤسسة، وبنمو 20% وعائد استثماري 16.5%.
وهناك من تناسى عمدا أو سهوا خبر حصول وزارة الأشغال على جائزة أفضل مشروع في مجال المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي لعام 2020 على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن مشروع محطة أم الهيمان، والذي سبق أن حقق جائزة أفضل صفقة شراكة بين القطاعين الخاص والعام.
وآخر تلك الأخبار هو تدشين أكبر محطة استيراد للغاز الطبيعي في الشرق الأوسط، وهو أكبر مرفق على مستوى العالم من حيث السعة التخزينية، والذي سيوفر ما يقارب مليار دينار سنويا في إنتاج الطاقة.
جميع تلك الأخبار الإيجابية كانت خلال الأسبوعين الماضيين فقط!
ذكرت هذه الأخبار في هذا المقال لإيصال رسالة مهمة وواضحة، وهي على الرغم من أننا لا ننكر أن هناك إخفاقات، وتراجع على جميع الأصعدة، وسوء في الإدارة والبيروقراطية في كثير من مؤسساتنا، ولكن علينا أن نكون منصفين ولا نقسوا على هذا الوطن وأبنائه، فهناك من المخلصين الذين يعملون ويجتهدون ليلا ونهارا من أجل الكويت ورفعتها، علينا أن نشجعهم ونصفق للإنجاز ونشجعه ونكبره حتى يكبر ويستمر، وأن ننتقد الأخطاء من أجل تقويمها لا تخوين المخلصين والمجتهدين من أبناء هذا الوطن.
علينا أن نكون منصفين وعقلانيين وألا نجعل الذباب هو من يحكمنا ويتحكم بنا!
Tariq@Al-Derbass
Al_Derbass@