كانت دولة لبنان قبلة السياحة للمواطنين الخليجيين والعرب إلا أنها غدت اليوم في حالة يرثى لها، لا حكومة ولا أمن ولا اقتصاد.. ومما يؤسف له أن يكون المتسبب لكل ما يحدث في لبنان هم لبنانيون حكوميون، أحزاب ليس لها أي ولاء للبنان وللشعب اللبناني، وكان تشكيل حكومة برئاسة الحريري آخر محاولة لإنقاذ لبنان من الدمار إلا أن ميشال عون رئيس الدولة الذي كان قد كلف الحريري بتشكيل حكومة إنقاذ اعترض على التشكيلة الحكومية بسبب اعتراضه على أعضاء الحكومة الذين اختارهم الرئيس سعد الحريري.. وكان اعتراضه على كل الأعضاء المرشحين لحكومة الإنقاذ، الرئيس اللبناني لا يهمه إنقاذ لبنان بقدر ما بقاء باسيل زوج ابنته، لكن الحريري رفض قبوله في الحكومة لماضيه السيئ والمفاسد التي مارسها خلال الفترة السابقة وكان دائما يشترط أن تقدم المساعدات للبنان نقدا وتسلم له باليد، وكان يشترط على الكويت التي أعلنت عن المساهمة في إعادة بناء ميناء بيروت، إلا أنها تمسكت بموقفها وهو أن تقوم بإعادة بناء ميناء بيروت لكن باسيل تمسك بموقفه.
لقد تدمر كل شيء في لبنان، الليرة إلى الهاوية والاقتصاد اللبناني متوقف والأوضاع الاجتماعية متردية بسبب سوء الخدمات الكهربائية والمائية.. وكما نتابع الأوضاع في لبنان تتجه للتدمير الكامل، فماذا يقرر الرئيس عون، هل ينتظر حتى تتدخل القوات الأجنبية في إنقاذ الشعب اللبناني؟ لقد عجز الرئيس عون عن منع تدخل إيران في الشؤون اللبنانية عن طريق حزب الله وقائده حسن نصر الله الذي يجاهر بعمالته لإيران، وكذلك يعجز الرئيس عون عن منع التدخل السوري في لبنان.
أين هم زعماء لبنان الذين يتحكمون برقاب اللبنانيين؟ ومما يؤسف له أن يقف كل حزب في موقعه للدفاع عن حزبه وأتباعه.. ليس هناك من يدافع عن لبنان وحرية الشعب اللبناني ولا أن يساهموا في إنقاذ لبنان.
لقد امتنع الخليجيون عن التوجه إلى لبنان كعادتهم للاستمتاع بالسياحة اللبنانية.. كانت لبنان تزهو بجمال طبيعتها وجبالها وتنعش ببحرها، هكذا كانت لبنان، فلماذا يحاول زعماء لبنان تدمير ما تبقى في لبنان، ما دور هذه الأحزاب، أليست هذه أحزاب وطنية تغار على سمعة وأمن لبنان؟!
يا زعماء لبنان، كفاكم خلافا فيما بينكم، ولابد أن تلتقوا وبنفوس صافية لإيجاد الحلول الإيجابية لإنقاذ لبنان، كفاكم عبثا بلبنان الجميلة، هناك الكثير من المثقفين اللبنانيين المنتشرين في أرجاء المعمورة، آن الأوان لأن تمنعوا انهيار لبنان، وجاء دوركم لأن تباشروا في بناء لبنان وإعادة البسمة على شفاه اللبنانيين، وإعادة الأخضر لجبال لبنان وإعادة الصفاء لبحرها.
حكمة صينية: «ليس من أغراك بالعسل حبيبا، بل من نصحك بالصدق عزيزا».
والله الموفق.