كثيرا ما حذرنا من خطر السوشيال ميديا على المجتمعات كافة وذلك لأن الإعلام له ضوابط وقواعد محددة وليس من الممكن أن يكون أي شخص ناطقا إعلاميا دون أن يعي القوانين والضوابط الإعلامية.
ففي السابق، كانت وسائل الإعلام من الممكن السيطرة عليها أو على الأقل تخضع لضوابط أخلاقية محددة لا تؤثر بشكل كبير على السلوك العام للأفراد، لأن هناك قوانين تحكمها وعلم ينظم عملها.
أما اليوم ونحن نرى أن أشخاصا تحولوا إلى قنوات إعلامية دون أدنى مسؤولية ودون علم ودون معرفة، فالبعض أصبح قناة إعلامية لأنه ينكت والأخرى أصبحت قناة إعلامية لأنها جميلة، وآخرون لأنهم يعرضون يومياتهم على الملأ وأصبح كل منهم له المقدرة على أن يؤثر على عقول العامة المتابعين له دون أدنى إحساس بالمسؤولية ودون أن تكون هناك ضوابط لما يبث ويقال.
ومنذ سنوات ونحن نندد بخطورة هذا الوضع القائم الذي أحدثته السوشيال ميديا إلى أن بدأ العالم يقطف ثمار العلم الذي لا ينفع حين حل الوباء حول العالم وأصبحت حياة الأفراد مهددة بالخطر أصبح أي شخص يفتح حساباته لإطلاق الشائعات والأقاويل التي أثرت بشكل مباشر على رغبة البعض في التطعيم لأنهم قرأوا أو سمعوا في وسائل التواصل الاجتماعي عن نظرية المؤامرة وعن سلبيات غير صحيحة محتملة لمتلقي اللقاح ما تسبب في أزمة في بعض المجتمعات ومنها مجتمعنا.
حتى إن الحكومات اليوم تركت أعمالها وعينت مختصين فقط للرد على مروجي مثل هذه الشائعات وقد تكون اكثرها غباء هو شائعة المغناطيس أن الحقنة الخاصة بكورونا هذه مغناطيس وحقيقة أجد أغبياء كثرا في حياتنا اليومية، ولكن مثل هذا الغباء لمطلق الشائعة ولمن يصدقه لا أعتقد أن أصادف فكيف لسائل أن يكون مغناطيس أو أن يتحول لمغناطيس بالتأكيد هذا الأمر مستحيل ولا يسعنا إلا أن نقول ولا عزاء لمدرسي العلوم، فلتغلق المدارس أبوابها على هذه الحال إذا كان المغناطيس وخصائصه التي تدرس في المرحلة المتوسطة وليس الثانوية حتى نجد أن أناسا بالغين لا يعرفون خصائصها.
وقد يكون مثل هذا الوضع القائم يجعلنا نطالب شركات التواصل الاجتماعي بوضع ضوابط وشروط لمستخدمي هذه الوسائط بحيث يتم تقنينها وتحديد من يجوز استخدامها.
فإذا كان الرئيس الأسبق الأميركي دونالد ترامب قد تم حجب مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به مع أنه لم يشكل خطرا وضررا على المجتمعات كما التي يحدثها أشخاص بهذه الطريقة.
فحتى السلوك الأخلاقي مع الأسف لدى البعض بات يشكل خطرا على الأطفال والنشء بشكل كبير، ونتساءل كيف تحجب مواقع التواصل الاجتماعي للرئيس الأميركي الأسبق ولا تحجب مواقع التواصل الاجتماعي لمثل هؤلاء.
البعض لا يجد خطرا أبدا من التأثير الذي تحدثه مواقع التواصل الاجتماعي ولكنها على عكس من ذلك فهي غير آمنة وتؤثر على السلوك والأخلاق العامة، فاليونسكو وضعت في مناهجها أساسيات وضوابط أخلاقية تربي النشء عليها، وما نشهده اليوم يعتبر نسفا لكل الضوابط التربوية المعتمدة من اليونسكو.
فلم يقتصر الضرر على النشء أو التربية فحسب بل أناس تضررت ودخلت السجن ودفعت مبالغ طائلة لتعويضات، وهذا كله ما كان ليحدث لولا وجود مثل هذه المواقع، فنحن وضعنا النار بالقرب من البنزين ثم بعد ذلك نتباكى على الحرائق.
فاليوم، الحكومات وضعت القوانين الصارمة وهي بذلك تحاول أن تقوم السلوك الذي يتنافى مع مبادئ هذه المواقع، فهذه المواقع حين تم اكتشافها كان الهدف منها هو الحرية المطلقة، وهذه أمرها غير ممكن والدليل أن أولى الدول حين تضررت منها كما حدث في أميركا قامت بحجب موقع الرئيس الأسبق وهو رئيس الدولة.
لذا، فما بال الأفراد العادين لقد تسببت هذه المواقع بالسجن لأناس كثر لأنها لو لم تكن هذه المواقع موجودة لما سجن مثل هؤلاء الأشخاص لأنهم زعموا أن هناك حريات مطلقة، وهي في حقيقتها زائفة، لذا من الضروري ان يعاد النظر في الأثر السلبي لمثل هذه المواقع وتقنين استخدامها والتقليل من عدد مستخدميها حماية للمجتمعات كافة.