أدى حجاج بيت الله الحرام أمس أعمال يوم النحر، وذلك بعد أن أتموا الوقوف بعرفات وهو ركن الحج الأعظم، والمبيت في مزدلفة، وسط إجراءات احترازية مكثفة، وخدمات متكاملة لضمان أداء مناسكهم بيسر وسهولة.
وتوجه ضيوف الرحمن فجر أمس العاشر من ذي الحجة من مزدلفة إلى مشعر منى، وذلك لرمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصوات متعاقبات يكبر مع كل حصاة، وهم يرتدون ملابس الإحرام البيضاء واضعين الكمامات، برمي الجمرات المعقمة التي وفرتها السلطات لهم في أكياس مغلقة في مزدلفة.
ثم ذبحوا الهدي لمن كان عليه هدي، ثم حلق الرجال أو قصروا شعر رؤوسهم والحلق أفضل، والمرأة تقصر من شعرها قدر أنملة (الأنملة: تعادل رأس الاصبع)، وهذا الترتيب أفضل وإن قدم عملا على العمل الآخر فلا حرج في ذلك.
وبعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير أتم الحجاج بذلك التحلل الأول، توجهوا إلى المسجد الحرام ليطوفوا طواف الإفاضة، وهو ركن لا يتم الحج إلا به. وبعد التحلل الأخير عادوا إلى منى حيث يبيتون أيام التشريق التي يقومون خلالها برمي الجمرات الثلاث.
وأظهر بث قناة «السعودية قرآن» الحكومية وصول مجموعات كبيرة من الحجاج المحرمين إلى الكعبة بالفعل لأداء طواف الإفاضة وصلاة العيد.
من جانبه، كشف المتحدث الرسمي لوزارة الحج والعمرة م.هشام سعيد أنه تم إعداد خطة لجسر الجمرات بأدواره الثلاثة الرئيسية، بناء على الهوية البصرية المحددة للحجاج، بحيث يكون لكل مجموعة جدول زمني معين مرتبط بالدور المعين الذي سيؤدي فيه الحجاج رمي الجمرات.
وشاركت الرئاسة العامة مع الجهات المعنية بتنظيم دخول الحجيج إلى الحرم المكي عبر أبواب محددة لكل فوج، ووفق تنظيم روعي فيه أعلى الإجراءات الوقائية وتطبيق التباعد الجسدي، أثناء تأدية الطواف حول الكعبة المشرفة من خلال المسارات الافتراضية التي أسهمت في انسيابية وتسهيل حركة الحشود.
واستكملت الجهات الحكومية جميع الاستعدادات في مشعر منى تمهيدا لعودة الحجاج إليه للإقامة فيه خلال أيام التشريق، حيث سيتم إيواؤهم في 71 مخيما، و6 أبراج خصصت لاستقبالهم وفق البروتوكولات الصحية الوقائية المعتمدة.
وأكدت وزارة الحج والعمرة وجود ضوابط وآليات لتنظيم عملية دخول الحجاج وخروجهم من المخيمات والأبراج، بهدف ضمان تطبيق إجراءات الفرز البصري والحراري أثناء وجودهم في مشعر «منى» وفق الإجراءات المتبعة لتحقيق سلامة الحجاج.
الجدير بالذكر أن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة د.محمد العبد العالي كان قد أكد في وقت سابق أن الحالة الصحية للحجاج مطمئنة ولم تسجل أمس أي حالات مصابة بفيروس كورونا أو أي أمراض مؤثرة على الصحة العامة، كما لم تسجل أي وفيات بين حجاج بيت الله الحرام.
وقرب منشأة رمي الجمرات في منى، وصفت السورية لينا (38 عاما) التي ارتدت عباءة بيضاء الحج بأنه «أسعد يوم في حياتي».
وقالت بسعادة لفرانس برس: «طوال عمري كنت أحلم بالذهاب للحج ولا أزال لا أصدق أن الحلم أصبح حقيقة».
وأشاد الحاج الهندي الخمسيني أحمد بما وصفه «أحد أكثر مواسم الحج أمانا» التي شاهدها بحياته، فيما كان عناصر الأمن من حوله ينظمون دخول الحجاج لرمي الجمرات.
وللعام الثاني على التوالي، بدا المشهد مختلفا تماما عن الأعوام السابقة في موقع رمي الجمرات الذي كان يشهد عادة ازدحاما شديدا.
وتسعى السلطات السعودية إلى تكرار نجاح العام الفائت الذي تميز بتنظيم كبير والتزام تام بالتدابير الوقائية من الجائحة، ولم يشهد تسجيل إصابات بالفيروس.
ويقتصر الحج هذا العام على 60 ألفا من المقيمين من مختلف الجنسيات، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاما والذين تلقوا جرعتي لقاح، ويستثنى الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة.