هكذا يصفها أبوها الأخ الكريم يوسف حسن رمضان المكلوم بابنته الغالية «خديجة» بالملاك، هادئة قليلة الكلام ترعرعت في أحضان أسرتها المتدينة، لكنها كأي فتاة في مقتبل العمر أرادت أن تحسن من عافيتها، فذهبت بقدمها وصحتها إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية لتحويل مسار للجهاز الهضمي، فكانت النتيجة كالصاعقة على أسرتها بنبأ وفاتها المفاجئ!
خطب زلزل والديها مثلما لفت الفاجعة الأقرباء والأصدقاء، وازدحمت المقبرة بالمعزين والمواسين يشاطرون هذه الأسرة الكريمة اللوعة والحزن، حتى أمام صلاة الميت الجماعية اختنق بعبراته أثناء تأديتها، وانكب الأب على جنازة ابنته مودعا، فطر قلوب الحضور.
لكن الموت ليس نهاية المطاف، هي نقلة إلى الحياة الحقيقية الأبدية، وهناك يلتقي الأحباب في جنان الخلد إن شاء الله تعالى.
ولنا في مصائب نبينا المصطفى وآله الأخيار أسوة وقدوة وقد فقدوا الأحبة والأعزاء فصبروا واحتسبوه عند الله أجرا وثوابا، ومنهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي فقد ولده القاسم عليه السلام، ورثى باكيا على سبطه الإمام الحسين عليه السلام وهو طفل صغير، وهو يخبر بمقتله مستقبلا في كربلاء.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعثمان بن مظعون وقد مات ولده واشتد حزنه عليه: «يا بن مظعون إن للجنة ثمانية أبواب وللنار سبعة أبواب، أما يسرك أن لا تتأتى باباً منها، إلا وجدت ابنك إلى جنبه آخذا بحجزتك، يستشفع لك إلى ربك، حتى يشفعه الله تعالى» (الولد في اللغة يشمل البنت كذلك).
وعن الإمام علي الهادي عليه السلام: «إن الله جعل الدنيا دار بلوى، والآخرة دار عقبى، وجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سببا، وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضا».
[email protected]