فقدت الكويت أحد رموز الرياضة الكويتية والدولية الحكم الكويتي الدولي «جواد عاشور» رحمه الله، بعد صراع مرضي طويل، وكانت الكويت والهيئة الرياضية قد استقبلته بعد عودته من العلاج في الخارج، رحمه الله، عام 2019، وكنت أتابع أخباره كما الكثيرين من محبيه الرياضيين في الكويت والعالم.
وأذكر أنني تعرفت إلى الحكم المثير للجدل الراحل «جواد عاشور» من خلال متابعتي لمباراة القادسية والسالمية إلى جانب الوالد، رحمة الله عليه، كنت منشدا لهذا الحكم الكويتي الحازم والذي لا يتوانى عن طرد اللاعبين والحكام المخالفين لقواعد اللعبة، وتعرفت إليه عام 1983 كحكم كويتي شديد البأس، كما أنني أعجبت بما يقوم به من «أكشن رياضي» وكان ذلك في مباريات كأس سمو الأمير عام 1983 عندما رفع البطاقة لـ 10 لاعبين، وعودتهم للملعب طائعين إلى جانب تلك الخمس ركلات الذهبية التي قررها في الملعب، وقتها.. احتفظت بقصاصة كالكارت الأصفر الذي كان يخرجه الراحل للاعب بعد أن يطلق صفارة الحكم المعروفة للجميع، حينها كنت كأي شاب عاشق للرياضة الكويتية «الكرة الذهبية» أتابع وأقلد وأطمح.. وكنا قد تغنينا على وقع رتم «شوت يا الأزرق.. العب بالساحة يا كويت» وتمنيت كثيرا أن أكون لاعبا في صفوف الأندية الكويتية، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
لذلك.. من الممكن أن تكون حكما رياضيا في الملاعب لكن أن تكون حكما مثيرا للجدل وإمبراطورا للتحكيم ليس بالسهل، وأن تكون متأكدا أنه ستستجيب لأمرك جماهير متجمهرة.. هذا يحتاج الى مهارة وكاريزما وموهبة لا مثيل لها، ومن أشهر ما قام به الراحل الحكم جواد عاشور قراراه في مباراة بين الجهراء والقادسية بوقف المباراة وطلبه إخلاء مدرج القادسية من الجماهير لأنهم رموا قارورات المياه داخل الملعب وكانت تلك فوضى من الجمهور آنذاك.
إن الراحل إمبراطور التحكيم وسيد الملعب والحكم المثير كلها ألقاب مستحقة للحكم الكويتي الراحل «جواد عاشور» لأن الجمهور والشارع الرياضي لا يطلق الألقاب الرياضية جزافا، تلك السطور لا تفي ما كنت أريد تأبين الراحل به، يكفينا فخرا بأن الكويت أخرجت للعالم الرياضي حكاما ولاعبين ذهبيين في وقت كانت الشهرة الرياضية متفرقة على الخريطة العالمية هنا وهناك.
بدوري أتقدم من أسرة الفقيد الحكم جواد عاشور ومن نادي العربي وجماهيره ومن الأسرة الرياضية الكويتية بالتعازي لوفاته، سائلا المولى عز وجل أن يغفر له ويلهم ذويه الصبر والسلوان.. كما أنني أتطلع لأن يُكتب تاريخ هذا الرجل كأحد القامات الكويتية الرياضية.. تاريخا مقروءا مدروسا للأجيال الرياضية الكويتية القادمة.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
[email protected]