بعد «الحرب الباردة» و«حرب النجوم»، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من احتمال نشوب «حرب حقيقية» مع قوة كبرى جديدة في حال تعرضت الولايات المتحدة لهجوم إلكتروني كبير، في تصريحات تسلط الضوء على ما تعتبرها واشنطن تهديدات متنامية من جانب روسيا والصين. وأعرب الرئيس الأميركي عن قلقه إزاء تزايد وتيرة الهجمات الإلكترونية، بما في ذلك عبر «برامج الفدية» التي تقوم على تشفير معطيات تابعة لهدف معين والمطالبة بالمال، غالبا بعملات البيتكوين، لفك هذا التشفير.
وقال في خطاب استمر نصف ساعة إنه يعتقد أنه إذا نشبت «حرب حقيقية مع قوى كبرى» فسيكون ذلك على الأرجح «نتيجة لاختراق إلكتروني له عواقب وخيمة».
وقال بايدن لـ 120 مسؤولا استخباراتيا، خلال زيارة لمدير مكتب الاستخبارات الوطنية بالقرب من واشنطن: «لقد شهدنا كيف يمكن للتهديدات الإلكترونية، بما في ذلك هجمات برامج الفدية المتزايدة، أن تسبب ضررا وتعطيلا في العالم الحقيقي».
وتصدر الأمن الإلكتروني جدول أعمال إدارة بايدن بعد سلسلة من الهجمات البارزة على كيانات منها شركة (سولارويندز) لإدارة الشبكات، وشركة (كولونيال بايبلاين) لخطوط أنابيب الوقود، وشركة (جيه.بي.إس) لمعالجة اللحوم، وهي هجمات ألحقت ضررا كبيرا بالولايات المتحدة. وأثرت بعض الهجمات على إمدادات الوقود والغذاء في مناطق من الولايات المتحدة.
وفي السياق نفسه، اتهم الرئيس الأميركي روسيا بالسعي لعرقلة سير الانتخابات التشريعية النصفية المقررة في الولايات المتحدة العام المقبل.
وقال: «انظروا إلى ما تفعله روسيا منذ الآن بشأن انتخابات 2022 والمعلومات المضللة»، في إشارة إلى معلومات بهذا الشأن حصل عليها خلال الإحاطة اليومية التي يتلقاها، مضيفا: «هذا انتهاك صريح لسيادتنا».
وأشار موقع «ديلي بيست» إلى أن بايدن لم يوضح مقياس الولايات المتحدة لتحديد الانتهاكات «ذات العواقب الوخيمة»، ولكن تصريحاته جاءت بعد سلسلة من هجمات الفدية الروسية وغيرها من الهجمات الإلكترونية التي استهدفت الحكومة الأميركية وهيئات القطاع الخاص.
كما هاجم الرئيس الأميركي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعد أسابيع قليلة على قمتهما التاريخية.
وقال بايدن إن بوتين «لديه مشكلة حقيقية، فهو على رأس اقتصاد يمتلك أسلحة نووية وآبار نفط ولا شيء غير ذلك»، مضيفا: «هذا يجعله أكثر خطورة بالنسبة لي».
وفي خريف 2022، تجري في الولايات المتحدة «انتخابات منتصف الولاية» التي يتم فيها تجديد جميع مقاعد مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ.
وقد نفى الكرملين تصريحات بايدن حول التخطيط للتدخل في انتخابات الكونغرس.
وشدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف على أن روسيا «لم تتدخل أبدا في العمليات الانتخابية في الولايات المتحدة»، مشيرا إلى أن الحديث يدور عن حقيقة أثبتتها نتائج تحقيقات عديدة أجريت في أميركا حول هذا الموضوع، حيث لم تثبت التحقيقات تلك تدخل روسيا. وأضاف: «لا شك أن روسيا لا تتدخل، ولا نية لديها للتدخل في عمليات انتخابية في دول أخرى».
كما علق بيسكوف على تصريحات بايدن التي وصف فيها نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ «رئيس الدولة التي لا تملك سوى النفط والأسلحة النووية».
واعتبر أنها أقوال «غير صحيحة من حيث جوهرها على أقل تقدير». وأشار إلى أن الرئيس الأميركي أدلى بتصريحاته هذه وهو يتحدث أمام موظفي الأجهزة الاستخباراتية الأميركية، مضيفا: «من الواضح أن هذا النوع من الجمهور يحب تصريحات رنانة. لكن من الواضح أيضا أن الرئيس (الأميركي) يعرب عن مواقف تأتي من ديوانه ومساعديه، وهذا ما يدل على سوء معرفة بروسيا الحديثة، وسوء فهم بخصوصها».