يقول دانيال بيناك: «إذا لم نستطع تغيير العالم، فلنغير الديكور وهذا هو أضعف الإيمان»! لذلك، وإن شعرت أحيانا، بأن تغيير عالمك لا يخلو من الصعوبة والتعقيد، إلا انه في المقابل، عليك أن تتأكد بأنك قادر على تخطي تلك الصعوبات وتجاوزها، فقط اعط مجالا كافيا للوقت، ستجد نفسك تستطيع بكل ما أوتيت من إرادة وقوة أن تعيد من جديد جميع حساباتك وطريقة تفكيرك.
ما سيجعلك تنظر الى عالمك بشكل فعلي بأنه كـ «الديكور»، الذي يحتاج منا فعلا للتغيير والتبديل، كونه استهلك كثيرا إلى أن أصبح قديما ورثّاً، وليتماشى أيضا مع أجواء واقعك، وفي الوقت ذاته، يمثلك ويعبر عن شخصيتك.
وهنا فقط، كل ما عليك فعله، هو أن توقن أولا وأخيرا بأن الشيء الوحيد القادر على إعادة مواءمة عقلك، وتوازن روحك وقناعاتك، هو إصرارك على استمراريتك.
كي تبحث فيما بعد بروية وهدوء عن كل ما يكمن بداخلك، تغوص باحثا عن إرثك، ذلك الإرث العظيم المخبوء في أعماقك، والذي غالبا ما يستثنيك ويميزك، وعن زواياك المظلمة يبعدك.
وتأكد أنه لا شيء في هذا الكون يستحق أن يمنعك من أن تعيش حياة مليئة بالثقة والصراحة، والإصرار والوضوح.
لترى العالم من زاوية أكبر، زاوية تحفزك وتشجعك، زاوية تجعلك تختار ما يعجبك، زاوية تكون بقدر أقل من التسرع والندم، وتحلق عاليا بك، كما ستشعرك بمسؤولية نفسك، هذا وبخلاف أن من خلالها ستطلق العنان حتى لخيالاتك وآمالك، وتدفعك بلا تردد أو خوف، لتكون مهيأً لقادمك.
يقول الشاعر مصطفى الماحي: يجاهد المرء والآمال تدفعه، وستتعلم كيف تفرض قوانينك فرضا على صيرورة حياتك، يقول الشاعر مصطفى الغلاييني:
إن للآمال في أنفسنا
لذة تنعش منها ما ذبل
لذة يحلو بها الصبر على
غمرات العيش والخطب الجلل