بقلم: د.بدر العيسى
تبرز هذه الدراسة مجموعة من العوامل الطارئة المحددة التي تسهم في وجود نمط معين من أنماط سوء معاملة الطفل أو إيذائه في المجتمع الكويتي.
وهذه تتمثل بمفاهيم نظرية أساسية تحاول توضيح السبب وراء قيام بعض الوالدين والمربين بإهمال الأطفال أو سوء معاملتهم عند رعايتهم، وتتضمن تلك المفاهيم ما يلي:
- النموذج السيكولوجي.
- النموذج الاجتماعي.
- نموذج الموقف الاجتماعي.
- النموذج البيئي.
وكل نموذج من هذه النماذج يسهم بالفعل في تفهم أفضل لمشكلة سوء معاملة الأطفال.
وركزت الدراسة على النموذج البيئي في معرفة الإساءة مع وضع برامج الوقاية ووسائل العلاج، إذ إن هذا النموذج يوحّد إلى حد ما المفاهيم الخاصة بالنماذج الثلاثة الأخرى.
وحاولت الدراسة أيضا الوقوف على الأنماط الثقافية والمعتقدات المجتمعية التي يمكن أن تسهم في إيذاء الطفل، وهي في الوقت نفسه تمارس كنوع من الرعاية أو الحماية لهؤلاء الأطفال.
هذا بالإضافة إلى نوعية السياسات العامة المتبعة نحو الطفل، والتشريعات القانونية التي تمارس في المجتمع الكويتي ودورها في حفظ حقوق الطفل.
وقد اختارت الدراسة إحدى حالات الإساءة الموجودة في إحدى مدارس الكويت الابتدائية، وطبقت عليها النموذج البيئي الذي طورته Belsky لتحديد حالة الإيذاء الجسدي للطفل من خلال ثلاثة عناصر: «A» الظروف السابقة للأسرة، «B» سلوكيات من يقوم بالرعاية، و«C» النتائج المباشرة للطفل.
وبناء على هذه العناصر وضعت الخطة العلاجية التي تقوم على استراتيجيات بناء التحكم في الغضب، ومهارات التحكم الذاتي بالنسبة لأفراد الأسرة.
وأظهرت الدراسة أهمية الدور الذي يلعبه الاخصائي الاجتماعي في مساعدة الوالدين ببناء شبكة العلاقات الاجتماعية، وتعليم مهارات جديدة تسهم في عملية التنشئة.
وأخيرا، ركزت الدراسة على أنه ليس هناك أسلوب موحد للعلاج يمكن أن نطبقه على كل الحالات، فلكل حالة ظروفها الخاصة وقيمها الخاصة المرتبطة بقيم المجتمع، لذا تحتاج كل حالة إلى إستراتيجية معينة وفق العناصر الثلاثة الخاصة بها.