قال الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) علي سبت بن سبت، إن البلاستيك يلعب دورا مهما في تنمية الاقتصاد العالمي، حيث دخلت المنتجات البلاستيكية في شتى مناحي الحياة المعاصرة، وفي كافة القطاعات الصناعية، والطبية، والدوائية، والزراعية، والنقل، وفي تصنيع مستلزمات إنتاج الطاقات المتجددة، مشيرا الى أنه على الرغم من مميزات، وفوائد البلاستيك إلا أن عدم استغلاله بالشكل الأمثل أدى إلى حدوث مشكلات بيئية خطيرة. جاء ذلك خلال كلمة بن سبت في افتتاح ندوة «أوابك» حول إعادة تدوير النفايات البلاستيكية ومفهوم الاقتصاد التدويري، والتي عقدت يوم الأربعاء الماضي عبر تقنية الاتصال المرئي، وذلك بمشاركة مجموعة من الخبراء والمختصين من الدول الأعضاء منظمة أوابك، ومن معهد الكويت للأبحاث العلمية، والاتحاد الخليجي للكيماويات والبتروكيماويات، ومركز الحد من المخاطر والدراسات والبحوث البيئية بجامعة القاهرة، ومركز تكنولوجيا البلاستيك بجمهورية مصر العربية.
وأوضح أنه في ظل تخفيف الأضرار المحتملة من سوء إدارة النفايات البلاستيكية اتجه العالم إلى تبني مفهوم الاقتصاد التدويري الذي لا ينتج عنه نفايات نهائية إلا بحدود ضيقة جدا، ويضع حسابات العائد الاقتصادي بجانب الفوائد البيئية، وذلك بهدف تحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، ودعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق التنمية المستدامة. كما أكد على الدور الهام لإقرار التشريعات والقوانين في الدول والتي من شأنها تفعيل منظومة إدارة النفايات البلاستيكية.
وأشار الأمين العام، الى أن هناك ضرورة لبذل المزيد من الجهود للحد من انتشار النفايات البلاستيكية نظرا لما تحدثه من أضرار جسيمة على البيئة، والعمل على إيجاد الحلول، والطرق والتقنيات المبتكرة لإعادة تدوير هذه النفايات. مع التأكيد على أهمية الاستفادة من الخبرات والمبادرات المتبعة في العديد من دول العالم، وزيادة مستوى الوعي العام بثقافة وأهمية تقنيات إعادة التدوير ودورها في المحافظة على الموارد الطبيعية ودعم الاقتصاد الوطني. من جهته، أشار خبير صناعات نفطية بمنظمة أوابك د.ياسر بغدادي، بأن إنتاج العالم من البلاستيك الحراري بلغ نحو 367 مليون طن سنويا، وأن الإنتاج التراكمي للبلاستيك بلغ نحو 8 مليارات طن منذ بدء إنتاجه في عام 1950، ومن المتوقع مضاعفة إنتاج البلاستيك الحراري إلى نحو 580 مليون طن بحلول عام 2050، مقارنة بنحو 290 مليون طن عام 2010.
ولفت إلى أهم الطرق المستخدمة لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية، مثل الطريق الميكانيكية، والطريق الكيميائية، مشيرا إلى أن طرق التدوير الميكانيكي يتم من خلالها إنتاج مواد بلاستيكية ذات جودة منخفضة في كثير من الأحوال مما يمثل هدرا للقيمة المضافة.
وأوضح بغدادي، ان حجم النفايات البلاستيكية في الدول العربية يصل إلى أكثر من 20 مليون طن سنويا وهو ما يعد سوق إقليمية واعدة لبناء وتنمية مشروعات إعادة تدوير النفايات البلاستيكية، كما أشار إلى بعض المبادرات الواعدة التي تتبناها المملكة العربية السعودية في تنفيذ مفهوم الاقتصاد التدويري للنفايات البلاستكية من خلال التعاون والتخطيط لإنشاء وحدة على النطاق التجاري لتدوير النفايات البلاستيكية بالطرق الكيميائية وتشغيلها بنهاية عام 2022، بين شركة سابك، وإحدى الشركات الهولندية في مجال التدوير الكيميائي. فضلا عن تعاونها مع كل من شركة بروكتر آند جامبل، ومعهد معهد فراونهوفر، لإنشاء وحدة تجربيه لإعادة تدوير أقنعة الوجه من مادة البولي بروبيلين، وتحويلة إلى زيت الانحلال ثم معالجته بواسطة شركة سابك لإنتاج مادة البولي بروبيلين المعاد تدويره.