يصادف يوم غد الاثنين الثاني من أغسطس عام 2021 الذكرى الـ 31 للغزو العراقي الغاشم على دولتنا الكويت الحبيبة، وهذا الغزو البربري لم يشهد له تاريخ العالم مثيلا، منذ احتلال فلسطين عام 1948 وهزيمة العرب عام 1967، ومن المؤسف حقا أن هذا العدوان أتى من جار ينتسب إلى العروبة والإسلام، وهذا العدوان الغاشم على بلدي الكويت كان مثالا صارخا لنكران الجميل، وأعطى صورة سيئة للدين الإسلامي والمسلمين.
وللأسف لم يلتزم العراق بالعهود والمواثيق التي كانت بين الكويت والعراق وفي الأمم المتحدة والجامعة العربية وكذلك منظمة المؤتمر الإسلامي، وقد أراد المجرم صدام حسين وأعوانه الاستيلاء على الكويت بكل ثرواتها وخيراتها واحتلال أهلها، ونتذكر جميعا هذه الذكرى المؤلمة حيث المعاناة والمآسي التي عاشها الكويتيون ومن معهم في فترة الاحتلال، فقد رأوا جميع ألوان العذاب والإهانات، حيث استباح المحتلون كرامة الإنسان، وكانوا كالحيوانات المسعورة يتلذذون بألوان القتل وانتهاك حرمات الكويتيين، ويتفننون في تمثيلهم للجثث الطاهرة وسرقة الأموال والآثار وكل ما تقع عليه أعينهم، وقد كان المجرم صدام حسين يعتقد بأسلوبه النجس أنه سيمحو الهوية الكويتية ويلغي تاريخ الكويت العظيم، لكنه لم يستطع تناسي أن الكويت هي منبت الرجال، الا ان إرادة الله عز وجل سخرت لنا دول التحالف والدول العربية والصديقة في حفظ الشرعية وبددت أحلام المعتدي الغاشم في ابتلاع الكويت.
علينا أن نحمد الله ونشكره على أن أنعم علينا بتحرير بلدنا، ولعلها دعوة طفل أو عجوز أو أي مخلوق دعا الله فتحررت الكويت، وبفضل كذلك أعمالها الخيرية في شتى بقاع العالم وبفضل مساعدة الأشقاء والأصدقاء من دول التحالف، وعلينا أن نعرف أن العراق وحزب البعث ليس صدام حسين فقط فهذه حقيقة يجب أن نضعها أمام أعيننا، فمبادئ هذا الحزب كانت ومازالت تسري في عروق ودماء العراقيين من أعضاء هذا الحزب مسرى الدم في العروق، ولم يستطع العراقيون أن ينفذوا إلى هذا الشعب أن يتعاون معهم وتحرك الجميع بكل طوائفهم سنة وشيعة وبدوا وحضرا لمواجهة الغزاة وضربوا أروع الأمثال في البطولة والفداء، مقدمين الكويت على الحزبية البغيضة، ولم يكن هذا السلوك غريبا على الكويتيين فهم على تاريخهم الطويل لم يعرفوا القسمة والانقسام ولم يعرفوا ولاء إلا للكويت وأسرة الصباح.
حافظوا على بلدكم، فالكويت أمانة في أعناقكم وبإذنه تعالى بتكاتف الكويتيين وحبهم لبلدهم الكويت سترجع الكويت درة ولؤلؤة الخليج كما كانت ولا مكان للمفسدين والفاسدين في بلدنا أرض المحبة والسلام.
قال الشاعر:
بلادي الكويت سلمت لنا
وعشت مدى الدهر لي موطنا
عروس الخليج وأرض الكفاح
لأجلك نحمل كل السلاح
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين فيها من كل مكروه، وأسأل الله أن تنقشع هذه الغمة ويذهب هذا المرض والوباء والبلاء عن بلدي الكويت وجميع دول العالم. اللهم آمين.
[email protected]