تمر الأيام والسنون ويبقى الثاني من أغسطس عام 1990 يوماً أسود وسوء نية وبقلوب يسودها الحقد والكراهية والغيرة الاجتماعية والطفرة المالية والاستقرار الوطني وكل الصفات التي يتمتع بها وطننا الكويت شعبا وحكومة، حيث تعرّض إلى أبشع جريمة وهي الغزو العراقي الظالم الذي اجتاز الحدود الآمنة وسفك الدماء الزكية وانتهك الأعراف الدولية وخالف المعاهدات والمواثيق العربية والآداب الإسلامية في فجر الخميس الأسود.
لم تكن الكويت بلدا عاديا، بل كانت تنعم بالخيرات بفضل من الله وحسن قيادة حكامها ما جعل البائس المجرم يطمع في خيراتها وثرواتها، فأمر جيشه المسعور الذي مارس السرقة والنهب في وضح النهار وأمام العالم بلا حياء ودفع ثمن ذلك بكل سهولة، لأنه من يتعرض للكويت بسوء فسيناله السوء، وقديما قيل «للكويت حوبة» والتاريخ يشهد بذلك.
لن ينسى أهل الكويت وأبناؤهم وأحفادهم تلك الجريمة البشعة التي ارتكبها الجيش العراقي وقائده المجرم، ونسجل بأحرف من نور مواقف دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وحكامها الأفاضل وشعبها الكريم وجميع دول الخليج التي وقفت مع الحق الكويتي، وكل الشكر والتقدير للمواقف العربية وشعوبها التي ناصرت الكويت في محنتها والامتنان لكل دول العالم التي ساهمت في تحرير بلادنا من براثن العدو العراقي البغيض.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار الذين نفتخر بتضحياتهم، وكل الشرف والكرامة والبطولة للأسرى الكويتيين المحررين لثباتهم الوطني ولمواقفهم وللشعب الكويتي المخلص الذي لم يتخل عن الالتفاف خلف حكامه وتمسكه بالذود عن تراب وطنه.
وستبقى ذكرى الغزو العراقي على بلادنا نقطة سوداء وعنوانا للحقد والكراهية للقلوب السوداء.
[email protected]
bnder22@