أكد التحالف الإسلامي الوطني أن المصالحة الوطنية تشكل عاملا أساسيا في عودة الاستقرار للكويت، وقال التحالف في بيان له بمناسبة ذكرى الغزو الصدامي البعثي للكويت:
ها هي ذكرى الثاني من أغسطس تتجدد في كل عام، لتعيد إلى أذهاننا ذلك اليوم المشؤوم الذي فقدنا فيه وطننا، عندما اجتاحت جحافل المقبور صدام الكويت الحبيبة، لتعيث فسادا وخرابا وتدميرا، طيلة سبعة شهور عجاف، ذاق فيها الكويتيون صنوف التعذيب والقتل والأسر، ومرارة ضياع الوطن، إلى أن من الله سبحانه وتعالى علينا بأن سخر الأسباب التي أدت إلى طرد المحتل وعودة الحق إلى أهله وأصحابه.
إن أكثر ما ميز تلك الفترة العصيبة من تاريخ الكويت هو اللحمة الوطنية التي جسدتها تضحيات أبناء الوطن فداء لبعضهم البعض، دون النظر إلى فروقات مذهبية أو عرقية، لقد جدد الكويتيون إبان محنة الغزو تمسكهم بالثوابت الوطنية والشرعية الدستورية، فكانت أساسا شجع العالم بأسره للانتصار لحق الكويت في الحرية والاستقلال.
حري بنا وقد خرجنا من كارثة الغزو الآثم أن نلتفت إلى أوضاعنا الداخلية التي أنهكتها الصراعات وحالة التأزيم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، التي حالت دون تحقيق إنجازات وطنية مرضية، وضياع المواطن بين تخبطات الحكومة وتجاوز بعض أعضاء مجلس الأمة للثوابت الدستورية، لينتج عن ذلك تعطيل أدوات الرقابة والتشريع، وما يثير الأسى والحزن أن الوطن وثرواته أضحت مرتعا للفاسدين، وصارت المحسوبية وشراء الذمم سبيل الكثيرين للقفز فوق القانون، وسلب المواطن حقوقه وتعميق الشعور بالظلم والقهر.
إن الوضع الراهن في البلاد يتطلب النظر بجدية وحكمة للخروج من هذه الأزمة، وتضافر الجهود المخلصة لحماية الوطن والمواطنين، وهنا تقع المسؤولية على الحكماء للقيام بدورهم في النصح والمبادرة لتقويم الأخطاء وإصلاح شؤون البلاد والعباد.
وفي الختام ينبغي التأكيد على أن المصالحة الوطنية تشكل عاملا أساسيا في عودة الاستقرار للكويت، ومن المهم السعي للخروج برؤية تتلاقى فيها نظرة القيادة السياسية مع تطلعات الشعب بما يحقق الإصلاح والتنمية والاستقرار.
حفظ الله الكويت قيادة وشعبا من كل مكروه.