تحلّ اليوم الاثنين الذكرى الـ31 للغزو العراقي الغاشم للكويت التي تسامت على الجراح ونفذت على مدار العقود الماضية العديد من المبادرات الإنسانية لصالح الشعب العراقي باعتباره شعبا عربيا شقيقا ترتبط معه بروابط الجوار والدين.
ورغم قساوة عدوان أغسطس 1990 ومرارة ما خلفه من آثار لاسيما على صعيد الشهداء والمفقودين الكويتيين إلا أن الكويت واستنادا إلى مساعيها الإنسانية ودورها الإقليمي الرائد الهادف إلى دعم استقرار المنطقة أطلقت مساعداتها للشعب العراقي منذ عام 1993.
وبدأت جمعية الهلال الأحمر الكويتي وبتوجيهات من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد - طيب الله ثراه - بإرسال مساعداتها إلى اللاجئين العراقيين في إيران منذ أبريل 1995 حرصا على الوقوف في صف الشعب العراقي في كل الأوقات بإنسانية ومحبة واحترام.
وقدمت الكويت عقب تحرير العراق عام 2003 العون والإغاثة إلى اللاجئين في هذا البلد حتى أصبحت اليوم من أكبر المانحين له إذ تبرعت في أبريل 2008 بمبلغ مليون دولار أميركي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين العراقيين بهدف تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم من غذاء ومأوى وصحة وتعليم.
كما قدمت الكويت في نوفمبر 2010 مبلغ مليون دولار آخر للمفوضية لمساعدة النازحين داخل العراق ومن اضطرتهم الظروف والأوضاع الأمنية إلى النزوح لأماكن أخرى.
وتنوعت أوجه المساعدات الكويتية للعراق لتشمل مختلف المجالات والقطاعات الحيوية فقد ساهمت في بناء المدارس والمراكز الصحية وأرسلت المساعدات الإغاثية والعينية بالتعاون والتنسيق مع الحكومة العراقية والمنظمات الدولية المعنية.
وقامت الكويت ممثلة في جمعياتها الخيرية أيضا قبيل حلول شهر رمضان 2016 بتقديم أكثر من 12 ألف سلة غذائية على الأسر النازحة في إقليم كردستان في حين وزع الهلال الأحمر الكويتي عام 2018 نحو 40 ألف سلة غذائية على العائلات النازحة في مدن الإقليم.
وفي إطار الجهود الكويتية قدمت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية عبر حملة (نحن معكم) مساعدات للعراقيين النازحين في محافظتي الأنبار وصلاح.
وتلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في نوفمبر عام 2016 مساهمة من الكويت بقيمة 8 ملايين دولار لتقديم المساعدة لعشرات آلاف النازحين العراقيين.
كما سلمت الكويت مبلغ 6 ملايين دولار أميركي إلى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تلبية للاحتياجات الإنسانية في العراق عن طريق الوكالات الدولية المتخصصة والصناديق التابعة للأمم المتحدة.
وقدمت الكويت في ديسمبر عام 2016 أيضا مساهمة بقيمة خمسة ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لدعم جهود المنظمة في التعامل مع التداعيات الصحية الناجمة عن العمليات العسكرية في مدينة الموصل شمالي العراق.
وتعهدت الكويت في يوليو 2016 بتقديم مساعدات إنسانية للعراق بقيمة 176 مليون دولار خلال مؤتمر المانحين لدعم العراق الذي عقد برعايتها ودول أخرى في واشنطن ما لقي إشادة من مجلس الأمن الدولي بما تقدمه البلاد من دعم مستمر لتحقيق الاستقرار في العراق.
وتماشيا مع مبادئها في دعم الأشقاء وترجمة حقيقية لتسميتها من منظمة الأمم المتحدة (مركزا للعمل الإنساني) استضافت الكويت في فبراير 2018 مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار العراق، وذلك بعد إعلان الحكومة العراقية تحرير مدينة الموصل مما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في يوليو 2017.
وحصل المؤتمر على تعهدات من الدول والجهات المشاركة بإسهامات قدرها 30 مليار دولار أميركي على هيئة قروض وتسهيلات ائتمانية وتبرعات لمساعدة الشعب العراقي في تجاوز محنته لاسيما بعد معاناته الكثير من الحروب.
وجسدت الزيارة التي قام بها سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد - طيب الله ثراه - للعراق في 19 يونيو 2019 أنبل المساعي الحميدة في الحفاظ على العلاقات الأخوية وتعزيز استقرار المنطقة وطي الملفات العالقة بين البلدين.
وجاء صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد - حفظه الله ورعاه - خير خلف لخير سلف مستكملا مسيرة القيادة السياسية في السعي المستمر في الحفاظ على العلاقات الأخوية بين البلدين واستقرار المنطقة بأكملها.
وأظهر سموه منذ توليه مقاليد الحكم إصرارا كبيرا على مواصلة ما بدأه سلفه الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد - طيب الله ثراه - من مساع لاسيما في رأب الصدع بين الأشقاء وإعادة الوحدة بين أعضاء المنظومة الخليجية والحفاظ على استقرار المنطقة بشكل عام.
وأثمر عن هذه السياسة تذليل العقبات أمام التعاون الثنائي في مختلف المجالات، حيث تسلمت الكويت الدفعة الثالثة من الممتلكات والأرشيف الوطني الكويتي الذي تم الاستيلاء عليه إبان فترة الاحتلال العراقي كما تسلمت رفات عدد من أبنائها شهداء الغزو وآخرها كان في 11 يوليو الماضي حينما تسلمت رفات 10 شهداء من أبناء الكويت الذين استشهدوا إبان الغزو.