2 أغسطس يذكرنا بصور البطولة والصمود في وجه العدوان الغاشم، ومظاهر الوحدة الوطنية التي تجلت في أبهى صورها فكانت سلاحا نافذا في مواجهة ما كان يعول عليه المقبور صدام حسين وجنده من تعاون المعارضة السياسية الكويتية معه، ولكنه فوجئ بتمسكهم بالشرعية الدستورية، ما شجع التحالف الدولي على استحقاق القرار الأممي لتحرير الكويت.
خلاله أعطى الشعب الكويتي بلا منة الأرواح والدماء، وتحمل الصبر على التعذيب الجسدي والنفسي، والغربة الجوع، وحرمان الأمن والأمان.
وقد عبر الشعب المخلص لنظامه السياسي عن طموحه في مؤتمر جدة (13-15 أكتوبر 1990)، وورقة «رؤية مستقبلية لبناء الكويت» (31 مارس 1991) بالإصلاحات الشاملة، لمواقع الفساد والعبث الاقتصادي والسياسي.
لكن، وبعد أكثر من 30 سنة، ما زالت الإخفافات طاغية على الإنجازات الجميلة، لا يخفيها التذمر الشعبي سيد الموقف، وحتى ديموقراطيتنا أصبحت رسالة خاطئة للشعوب الشقيقة! ما باعد بيننا وبين المبادئ الدستورية التي تأسست عام 1962.
إن خبر مئات من المترجمين الأفغان وغيرهم الذين طلبت اميركا مجيئهم إلى الكويت والذي تناقله الإعلام العالمي ووسائل التواصل الإلكتروني يذكرنا بالدور نفسه الذي مارسته السفارة العراقية في الكويت ما قبل العدوان البعثي عندما استقدمت مئات المخبرين البعثيين تحت الهوية الديبلوماسية ليعبث النفوذ البعثي العراقي في الشارع الكويتي.
إن مثل هذه الرعاية الإنسانية - المفترضة - هي أولى أن تقدم لفئة «البدون» هذه المشكلة الأزلية القائمة من قبل وبعد التحرير وحتى الآن!
هناك دروس واضحة لا تحتاج إلا التدبر في الآيات القرآنية التي تتحدث عن السنن الكونية وفعلها في الأقوام التي بادت.
[email protected]