منذ فترة استمعنا من أحد أساتذتنا في الفلسفة وعلم المنطق، نظرية «تأثير الفراشة» لأدوارد لورنتز، وذكر ان هذه النظرية جاءت من نظرية علم الفوضى وهو علم المفاجآت غير المتوقعة، ويرشدنا هذا العلم من أن نتوقع على غير المتوقع.
إن نظرية الفوضى تتعامل مع الأشياء التي لا يمكن التنبؤ بها وتنص على أن الظروف الأولية البسيطة تؤثر وبشدة على تطور الأنظمة شديدة التعقيد.
استخرجت نظرية تأثير الفراشة من علم الفوضى، وتنص النظرية على أن تحريك جناح الفراشة في الصين يمكن أن يتسبب في إعصار مؤثر في أميركا (انتبه في كلمة يتسبب ولكن ليس هو السبب الرئيسي).
أتت هذه النظرية من مؤلف الخيال العلمي بيري عام 1952 كانت عنده رواية اسمها صوت الرعد، باختصار كان هناك رجل سافر عبر الزمن حتى يصيد ديناصورا، من غير قصد سحق فراشة برجله، فلما رجع للحاضر اكتشف ان الفعل الذي يعتقد أنه بسيط وتافه غير مجرى التاريخ، من هذه القصة استوحوا نظرية تأثير الفراشة.
نظرية تأثير الفراشة لها قبول بالدول المتقدمة وهي جزء من نظرية الفوضى التي تتحدث من وجود روابط خفية بين الأحداث وأنه لا وجود للمصادفة أبدا.
نظرية الفراشة تنص على تحريك جناح الفراشة في بقعة من الأرض كفيلة بإحداث تغيير في بقعة أخرى من الأرض، بمعنى أي عمل حتى ولو كان صغيرا سوف يؤثر ولو بشكل غير مباشر على أحداث أخرى أكبر دون تحديد وقت معين قد يكون بعد سنة.. شهر.. يوم.
(إذن) نستنبط من هذه النظرية أنه يمكن أن نغير النهايات إذا غيرنا البدايات، والأحداث التي نستصغرها بالعين قد تكون لها تأثير في المستقبل وتصل إلى أحداث أكبر، والمثل الأميركي يقول «بسبب مسمار سقطت حدوة الحصان، وبسبب الحدوة تعثر الحصان، وبسبب الحصان فقد الفارس، وبسبب الفارس خسرنا المعركة»، فلا تستخف بصغائر الأمور فإنها قد تغير مجرى التاريخ، ويقول المتنبي:
كل الحوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
والمشاكل غير المتوقعة قد تؤدي إلى كارثة وتزعزع الاستقرار إذا لم يتم حلها بصورة سريعة، والاستعداد لما قد لا يحدث هو السبيل للتعامل مع ما حدث، والعمل الدؤوب له عظيم الأثر على المجتمع، فتوقع الأفضل وخطط للأسوأ واستعد كي لا تفاجأ.
ونختم «زاويتنا» بقول مارك توين الكاتب والروائي الأميركي: اخسر في البداية وتعلم، أفضل من أن تخسر في النهاية وتتألم.. ودمتم ودام الوطن.