في تاريخ 26-6-2015 الموافق التاسع من رمضان، فجعت الكويت بتفجير مسجد الصادق وهو أحد مساجد الشيعة، وخلّف الانفجار العديد من الشهداء والجرحى، وبنفس الوقت كان تفجير مسجد الصادق ملحمة وطنية، حيث اجتمعت الكويت عن بكرة أبيها بدءا من المغفور له بإذن الله، سمو الأمير الراحل صباح الأحمد إلى أصغر طفل كويتي وتناسى أهل الكويت كل خلافاتهم أمام هذا الحدث، ورأينا أهل الكويت يصطفون طوابير أمام بنك الدم حتى اضطر البنك لفتح قاعات إضافية للتبرع.
الكويت كلها حضرت بشيعتها وسنتها، بدوها وحضرها وبكل تياراتها ومكوناتها السياسية ولم نجد شخصا واحدا يبرر أو يؤيد أو حتى يصمت ولا يعلق على ذلك الحادث، وزيادة في التضامن تم عزاء الشيعة في أكبر مساجد السنة بالكويت، هذه هي الكويت يختلف أهلها ولكنه اختلاف تنوع لا خلاف تضاد وخلافاتهم تبقى بينهم.
أستذكر هذا الحدث وأنا أقرأ بعض التغريدات لبعض الإخوة في الخليج والتي تنوعت بين التحريض على الديموقراطية الكويتية والاستهزاء بها وشيطنة الإخوان المسلمين والتدخل في القرارات السياسية والطعن والتجريح في المعارضة السياسية الكويتية، فهناك من قال عند انقلاب تونس «أصبحنا اليوم في تونس وغدا بالكويت»، وهناك من قال «يجب إعادة تحرير الكويت»، وكثير من التغريدات التي تتدخل في الشأن الكويتي وفي المكونات السياسية والتحريض على الديموقراطية والحريات السياسية، وتشبيه الحالة الكويتية بالحالتين التونسية والمصرية، وأنه يجب أن يكون هناك انقلاب على الديموقراطية وإقصاء الإخوان المسلمين وتعطيل الدستور وغيره.. وللأسف إن الكثير من هذه التغريدات كتبتها شخصيات معتبرة من إعلاميين وأمنيين وسياسيين لهم وزنهم.
الذي لا يعرفه بعض الأشقاء في الخليج أثناء تغريداتهم عن الكويت أن الشعب الكويتي وقيادته يؤمنون بالديمقراطية وبالتعددية السياسية، وبأن الخلافات السياسية تحكمها الصناديق الانتخابية ولا يحكمه أسلوب التحريض الرخيص وأن التيارات السياسية بالكويت تعرف مالها وما عليها وهي مكون سياسي تاريخي له رأيه وقناعاته وكذلك له اجتهاداته ونجاحه وإخفاقه ويعمل تحت سلطة القانون والدستور.
وعندما قابل سبعاوي شقيق المقبور صدام حسين بداية الغزو العراقي للكويت الشهيد بإذن الله فيصل الصانع، وكان الصانع قبل الغزو ينتمي إلى حزب البعث العربي، وطرح سبعاوي قائمة بأسماء المعارضة الكويتية وطلب منه الاجتماع بهم وتشكيل الحكومة الكويتية المؤقتة كان رد الصانع واضحا ومباشرا «أنتم مو فاهمين الكويتيين انتم تعتقدون أن المعارضة فرحانين بالغزو.
لا الكويتيين مو بالصورة اللي تعتقدونها نعم تصير بينهم خلافات بس لما يجي أحد يؤذي الكويت فكلهم يقفون صفا واحدا».
نصيحة لكل من يريد التدخل في الشأن الكويتي ويحاول خلق فتنة بطريقة أو أخرى أو يحاول يشق الصف الكويتي وضرب مكوناته وسياساته.. نقول لهم هناك عقد عمره أكثر من 400 سنه بين أسرة الحكم والشعب الكويتي قائم على الحب والولاء والشراكة في بناء هذه الدولة وخلال القرون الأربعة مرت مئات الأحداث القاسية وبعد كل حدث نخرج أقوى وأكثر تماسكا.