يتطلع باريس سان جرمان لاستعادة لقب الدوري الفرنسي لكرة القدم الذي تنازل عنه الموسم الماضي لصالح ليل، وذلك تزامنا مع عودة الجماهير إلى الملاعب بعدما غابت عنها لفترة طويلة بسبب فيروس كورونا.
ويفتتح الموسم الجديد من «ليغ 1» اليوم بلقاء موناكو مع ضيفه نانت في الإمارة، قبل أن يبدأ سان جرمان المدعم بأسماء جديدة رحلته نحو استعادة الزعامة غدا السبت في ضيافة تروا، بانتظار أن يستهل ليل حملة الدفاع عن اللقب الأحد خارج قواعده أيضا ضد متز.
وسيكون الدوري الفرنسي أول بطولة كبرى تبدأ موسمها الجديد، لكنه ما زال بالتأكيد بعيدا عن الأجواء التنافسية وجماهيرية الدوري الإنجليزي، والإسباني، أو الإيطالي والألماني.
كما تعاني أندية «ليغ 1» من التبعات المالية لجائحة «كوفيد-19» وانهيار اتفاق نقل المباريات مع العملاق الإسباني «ميديابرو».
وكان تتويج ليل بلقب الدوري في المرحلة الختامية في مايو بمنزلة بريق أمل، إذ أعاد روح التنافس بعدما كسر احتكار سان جرمان للقب طوال 3 مواسم متتالية، وكان يستحق الاحتفال به بشكل أفضل لولا تبعات «كوفيد-19» الذي حرمه من جمهوره، كما سائر الأندية الـ 19 الأخرى.
لكن هذه المرة، ستعج المدرجات بالمشجعين بكامل طاقتها الاستيعابية، ومن دون كمامات منذ المرحلة الافتتاحية في نهاية الأسبوع الجاري لكن شرط أن يبرز الراغبون بحضور المباريات شهادة تلقيح ضد الفيروس، أو اختبار سلبي أو إثبات بالتعافي مؤخرا من الإصابة بالفيروس.
وما زال بمقدور السلطات المحلية فرض قيود على الحضور الجماهيري في الملاعب في وقت تكافح فرنسا في وجه موجة تفش جديدة ناجمة عن المتحور «دلتا».
وفي الاختبار الأول لجديته هذا الموسم، خسر سان جرمان أمام ليل على كأس الأبطال الموازية للكأس السوبر في الدول الأخرى، لكن هذه المباراة لا يمكن أن تعكس المستوى الحقيقي لفريق المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو بما أنه خاضها في غياب عدد كبير من نجومه على رأسهم البرازيلي نيمار وكيليان مبابي.
ورغم قيادته ليل إلى لقب الدوري الفرنسي للمرة الأولى منذ 2011، اتخذ المدرب كريستوف غالتييه قرار الرحيل (تعاقد لاحقا مع نيس) ما دفع النادي إلى التخبط للبحث عن بديل ووقع الخيار على جوسلان غوفرنيك.
ويبدأ الفريقان حقبة جديدة ستكون لليل الذي حسم اللقب في المرحلة الختامية بفارق نقطة فقط عن نادي العاصمة، من دون غالتييه والحارس مايك مانيان (انتقل الى ميلان الإيطالي) وبوبكاري سوماريه (انتقل الى ليستر سيتي)، وقد يلحق بهم لاعبون مؤثرون جدا مثل البرتغالي ريناتو سانشيز أو جوناتان إيكونيه.
وفي نادي العاصمة الفرنسية، الأمور سارت باتجاه معاكس، ففريق بوكيتينو كان فاعلا جدا في سوق الانتقالات هذا الصيف وبلاعبين من العيار الثقيل، حيث ضم المدافع الإسباني المخضرم سيرخيو راموس، الهولندي جورجينيو فينالدوم، المغربي أشرف حكيمي والحارس الإيطالي بطل أوروبا جانلويجي دوناروما.
وأقر بوكيتينو أن «الحصول على المركز الثاني في الدوري والخروج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا تركا مرارة، لدينا ثأر لنأخذه ضد أنفسنا».
على الورق، يبدو سان جرمان فريقا قادرا على اكتساح كافة الألقاب الممكنة بانضمام هؤلاء النجوم الكبار الى نيمار ومبابي الذي يبدو أنه سيستمر مع نادي العاصمة أقله حتى الصيف المقبل.
وبمواجهة فرق تخسر نجومها عوضا عن التعزيز، مثل ليون الذي تعاقد مع المدرب الهولندي بيتر بوس لكنه خسر نجمه الأكبر مواطن الأخير ممفيس ديباي لصالح برشلونة الإسباني، يبدو سان جرمان مرشحا لفرض هيمنته مجددا رغم طموح بعض منافسيه مثل موناكو ثالث الموسم الماضي بقيادة مدربه الكرواتي نيكو كوفاتش، أو نيس بقيادة مدربه الجديد غالتييه.