أعلنت وسائل الإعلام عن عودة الشيشة ونست أو تناست أنها أحد أشكال التدخين وتعاطي التبغ وفقا للقانون ووفقا للاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ لمنظمة الصحة العالمية والتي صادقت عليها الكويت وأصبحت أحد أطرافها.
إن هذا الترحيب بعودة الشيشة يعتبر نوعا من الإعلان عن منتجات التبغ وهو أحد المحظورات في الاتفاقية وكما يقول دعاة مكافحة الإدمان أن تعاطي التبغ هو أحد البوابات الرئيسية لإدمان المخدرات وعودة الشيشة تتطلب اليقظة من مفتشي حماية البيئة المناط بهم مكافحة التبغ بالبلاد والذين يعرفون جيدا أن تدخين التبغ بكافة أنواعه هو أحد عوامل الخطورة للأمراض المزمنة غير المعدية وهي أمراض القلب والجهاز التنفسي والسكري والسرطان والتي لا يسعدنا ارتفاع معدلاتها.
إن عودة الشيشة أتاحت مسؤوليات الإعلام التنمرية حيال المجتمع وأعتقد أننا بحاجة لتنشيط برامج مكافحة التدخين وتوسيع مظلة الضبطيات القضائية لضبط مخالفات قانون البيئة المتعلقة بمكافحة التدخين كما نحتاج إلى جهود مكثفة من أعلى المستويات بالبيئة والبلدية والتجارة والجمارك لأن عودة الشيشة يتبعها تهريب وغش تجاري وتسويق المنتجات غير المطابقة للمواصفات.
وللأسف الشديد فإن مؤشرات التدخين ومن بينها تدخين الشيشة التي نشرت في تقرير المسح العالمي الذي أجري بالكويت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية تظهر أن معدل التدخين اليومي بين الذكور الكويتيين بلغ 24.5% لتدخين السجائر و2.5% لتدخين الشيشة و0.5% لتدخين السجائر والشيشة معا.
أما المؤشرات للإناث الكويتيات حسب نفس التقرير فإن معدل التدخين اليومي 1.1% للسجائر و0.2% للشيشة، كما تشير المؤشرات إلى تعاطي حوالي 22.7 سيجارة يوميا للمدخنين من الذكور و21.1 سيجارة للمدخنات من الإناث و3.3 شيشة يوميا بين الذكور و1.3 شيشة يوميا بين الإناث، وبلغ عدد المشمولين بهذه الدراسة حوالي 1000 من الذكور والإناث الكويتيين وهي للأسف مؤشرات من المتوقع أن ترتفع بعد الإعلان عن عودة الشيشة وهو الإعلان الذي لا يتفق مع التزاماتنا ببنود الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ.
وهناك سؤال مطروح، وهو هل ستثبت في التقرير الوطني عن مكافحة التدخين الذي يتم تقديمه للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وسكرتارية الاتفاقية الإطارية لمكافحة التدخين في جنيف أن وسائل إعلام الكويت ومواقعها تحتفل بعودة الشيشة؟