«ولوال» تعني عدم الاستقرار والتذبذب شيئا ما، واللهجة الكويتية الصميمة لمعانيها الأساسية القديمة تائهة مع تقادم معلومات وألفاظ وتعبيرات، تحوم حولنا أخطر ما فيها الإعلام بكل حزمه (مسموع، مقروء، مرئي بالذات للساحر الحديث ما أسموه تواصل اجتماعي)، ومثله مسرحيات، ومسلسلات ومداخلات، ومحاضرات، وندوات وغيرها لا يراعي فيها المحاور وضيوفه إيصال معلوماته للمتلقي والمستمع بالصورة المطلوبة إما بتطعيم كلامه بكلمات أجنبية للاستعراض والتسلية الحوارية بأنه متشبع فيها! أو بألفاظ لمعانٍ دارجة، ومسميات مدسوسة، وأسماء نطقها غير شعبي وغير معروفة الفهم، كاسم مشاري مثلا لينطق «امشاري»، لو تتبعنا أغلب مقدمي برامج التلفاز والمسلسلات لرأينا ذلك بوضوح، وقد تمت الإشارة إلى ذلك في لقاء الراحل الكبير والفنان المبدع بوعدنان عبدالحسين عبدالرضا آخر أيامه (رحمه الله) وإسهابه عن هذه الإشكالية للهجة الكويتية، وزادها بإشارته إلى المبالغة في مكياج وأزياء مقدمات البرامج! ومثله عملاق وقدوة الإعلام المرئي والمسموع بوطارق الأستاذ محمد السنعوسي لذات الموضوع «اللهجة والأزياء»، وهذا لا يعني مجتمعنا المحلي فقط بل يحدث أيضا في الإعلام العالمي!
وهذا يؤدي إلى ضياع تحصيل الأجيال ويبدد جهود المحافظة على تراثهم وحمايتهم من التصدع والتقليد الزائل بالمبالغة والخطأ غير المبرر وغير المرصود من قبل المختصين، ما يتطلب قرارات لتعديله وحمايته من شوائب ضياعه لمجتمع تداخل نسيجه بثقافات لا تنتمي لأصوله من كل جوانبه! ناهينا عن ضحالة معلومات أجيال اليوم عن أسماء شخصيات ومناطق ومسميات ومهن حرفية ضاعت في زحمة جديد مناهجهم الدراسية المحلية.
لقد كان من أكبر وأشهر الأخطاء إلغاء مادة هامة جدا كانت تسهم في تثبيت تلك الحصيلة، لكن تم إلغاؤها بعد الغزو البعثي الصدامي لوطننا الغالي، مسماها منذ خمسينيات القرن الماضي كان هو «التربية الوطنية»، والتي كانت تعد دليلا مختصرا لكل ثروتنا باللهجة الكويتية الصميمة، لكن مصيرها مجهول كإعدام مجسم الكرة الأرضية العريق على أرض ثانوية الشويخ والمدينة الجامعية في سبعينيات القرن الماضي والجواب التائهة ضد مجهول تزعزع تراثنا الصامت والمتحرك.
يا أهل الفزعة الوطنية الرزينة أهلية وحكومية، أفيدونا يرحمكم الله!