تسارعت وتيرة قرارات مجلس الوزراء بالإعلان عن عودة الحياة الطبيعية إلى البلاد، لاسيما مع الإقبال اللافت من المواطنين والمقيمين على مراكز التطعيم، ما يبشر بأن الحد الأدنى من نسبة التطعيم لتحقيق المناعة المجتمعية في الكويت أصبحت قاب قوسين أو أدنى للهدف المنشود من حملات التطعيم، وتقوم وزارة الصحة مؤخرا بخطوات أعتبرها صحية وعالمية بنشر حملاتها في المولات التجارية وربط التعليم بتطبيقي «مناعتي» و«هويتي» تزامنا مع فتح المطار للعائدين إلى البلاد من المواطنين والمقيمين وسط الإعلان الأخير عن إصابة 500 أو أكثر بقليل ووفاة 6 من الأشخاص لحين كتابتي هذا المقال.
وكل التمنيات للمصابين الجدد بالشفاء التام وللقادمين بالسلامة، وكان لابد لي أن أضع بعض التساؤلات حول الأعداد التي تم تسجيلها للمصابين القادمين إلى البلاد والاستثناءات لبعض المقيمين غير المطعّمين ومدى صحة ذلك.
في حين دعوت في مقالات سابقة للتأكد من صحة الشهادات الصحية القادمة مع المقيمين في البلاد، من باب الاطمئنان على ما ستؤول إليه الأوضاع بعد العودة الطبيعية 100/100 للدوامات في مؤسسات الدولة، لأتساءل عن الاشتراطات الصحية المؤكدة من قبل وزارة الصحة تحسبا لأي تعثر ملموس لا قدر الله مثل زيادة نسبة انتشار العدوى، البصمة الخاصة بالموظف حين التواجد في الدوام، هل ستكون هناك فحوصات دورية للموظف في مرافق الدولة (pcr) وما شابه، ما نسبة التوقعات لعدد العدوى أو انحسارها؟ أسئلة تحتاج الى تضافر الجهود بين مجلس الوزراء والإعلام الكويتي ويجب أن يكون إعلاما وقائيا ترشيديا قبل الخطوة الوزارية القادمة.
ناهيك عن القرار بعودة المدارس في القطاعين العام والخاص للدوامات الرسمية وخطة الدراسة عن بُعد التي لمست من خلال تصريحات وزارة التربية أنها خرجت على السيناريو الثاني لخطة العودة التي كانت بديلا للنزول المباشر للطلبة إلى المدارس، وهنا هل ألغيت خطط التعليم عن بُعد؟ أم ستكون ضمن الخطة الرسمية في اليوم الدراسي؟ إلى جانب تصريحات لوزارة التربية بالحديث عن تعامل الوزارة مع غير المطعمين من المعلمين والمعلمات وحتى الطلبة؟
وهل سنرى صفوف تصنف الطلبة المطعمين عن غيرهم من غير المطعمين ضمن إجراءات وزارة التربية المرتقبة، أم أن ما طالعتنا به الصحف من استقدام لجرعات مليونية من اللقاح ضد الوباء (جونسون/ موديرنا) واللقاحات الصينية استكمالا لجهود وزارة الصحة مشكورة، هو ما سيتم به تطعيم الطلاب والطالبات مع بداية العام الدراسي، مما قد ينفي صفة الاختيارية عنه وذلك ما يشكل الكثير من الهواجس والتخوف من قرار وزارة التربية بعودة الدوامات المدرسية كاملة، وما خطة وزارة الداخلية متمثلة بالإدارة العامة للمرور بتنظيم حركة السير أثناء انطلاق قطار التعليم لجميع المراحل في نفس الوقت كالمعهود؟
وأخيرا.. أتساءل عن جهوزية المدارس وكانت قد أعلنت وزارة التربية عن تسليم الكتب لبعض المدارس الحكومية.. كيف سيتعامل الإعلام التربوي والترشيدي للوقاية من خطر انتشار المرض بين الطلبة، لاسيما أن نسبة الأمراض التنفسية في البلاد تزيد، خصوصا بين هذه الفئات العمرية للمراحل الدراسية وخطورة ذلك على كبار السن الموجودين في بيت كل طالب معرضين للإصابة.. وما الإجراءات والاشتراطات الصحية في ظل إعلان منظمة الخط الأخضر للبيئة عن تلوث الهواء؟
ومع مانشيتات صحافية كويتية تنقل عن ذات الجهة ما يشكك بسلامة اللقاح فايزر.. ويقابله السماح لفئات عمرية لا تخضع للقاح بالسفر من المواطنين، فهل ستكلفنا العودة الطبيعية لمرافق الدولة، انتشارا جديدا لمتحور جديد، أم أن كورونا كوفيد-19 أصبح ضمن دائرة الأمراض التنفسية التي يصاب بها الجميع صغارا وكبارا في كل موسم؟ ما الخطط التربوية لإجراء الفحوصات على الطلاب والطالبات والمعلمين والإدارات المدرسية؟ وهل سنشهد إجراءات صحية جديدة لهذه الفئة من المجتمع؟
[email protected]