رسائل مباشرة، واضحة المعاني، ومحددة الاتجاه، وجهها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، عند لقاء المسؤول بمن يتطلع للمشاركة بحمل الأمانة والمسؤولية مستقبلا، من خريجي جامعة الكويت، بفطنة حاضرة، ومعرفة شاملة للمواضيع المراد الحديث عنها تفصيلا وإجمالا، ارتجل الحديث «ثقة الأميرين»، فلم يلحن في القول، ولم يتبعثر الحرف بين كلماته، فجاءت مفرداته منتقاة بعناية، وفي سياقاتها الصحيحة بدقة عضدتها القرائن، ودعمتها البيانات والبينات تفصيلا وتوضيحا، وهذا دأب من شغل نفسه بما يهمها.. وكان همها وطنه.
الشأن السياسي مشاع للعامة في سائر البلدان، وينقلب الحوار إلى جدل إذا ما اختلفت الآراء والرؤى بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، ولسنا محل استثناء، فجاءت رسالة الاطمئنان موجزة «لا يقلقكم التشنج في العلاقة بين الحكومة ومجلس الأمة»، وجوهرها واصلوا بحثكم وتقدمكم العلمي، ومدوا سواعدكم الفتية للإسهام بنهضة بلدكم كل في مجاله وتخصصه.
المستقبل والشباب متلازمان على الدوام، فهو شاغلهم اليوم، وبالعمل يتشكل حاضرهم غدا، فطرح سموه ما تعمل عليه الحكومة من مشاريع تنموية ضخمة منها مدينة الحرير، وميناء مبارك الكبير، والوقود البيئي، ومطار الكويت الجديد، وجزيرة فيلكا، ومن شأنها أن توفر فرص عمل للمتقدمين وبما يجعل مستقبل الوطن وشبابه أفضل.. وجاءت رسالة التفاؤل «أنتم من يعطينا الأمل لاستمرار العمل».
الفقيد الكبير الشيخ ناصر صباح الأحمد - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - كان حاضرا في حديث رفيق دربه سمو الرئيس إلى أبنائه الخريجين، وتطرق سموه إلى مدينة الحرير «حلم ناصر الوطن»، مبينا أن المشروع الضخم من شأنه توفير أكثر من 100 ألف فرصة وظيفية للشباب، الذين سيكونون العنصر الأساس في تنفيذه، وتشغيله، واستدامته، وهو بلا شك يسهم في تنويع مصادر الدخل، كما أن الاعتماد على مصدر دخل وحيد (النفط) خلل اقتصادي يقتضي معه التصحيح، وكما قال الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد - رحمه الله - مهندس «رؤية كويت جديدة 2035»: «إن مشروع مدينة الحرير والجزر من المنتظر أن يشكل موردا رئيسيا للمالية العامة للدولة باعتباره منطقة اقتصادية، كما سيسهم في توثيق العلاقات والتعاون مع دول الجوار».. وتلك كانت رسالة الحلم والوفاء.
الرسالة الرابعة لسمو الرئيس، مهد لها بذكر حقائق رقمية مجردة، في مقدمتها أن 70% من سكان الكويت سيكونون قد حصلوا على التطعيم بنهاية سبتمبر المقبل، بعدما وصلت نسبة المطعمين إلى 66% تقريبا، ما يحقق معه المناعة المجتمعية، والتي تمهد الطريق وصولا إلى المرحلة الخامسة في خطة الحكومة بمجابهة وباء كورونا، والعودة إلى الحياة الطبيعية، مشددا بكلمات قاطعة: «لن نقع أسرى لأزمة صحية».. ولن نقع.
[email protected]