لطالما يشن الأطباء حملات على الوجبات السريعة وآثارها السلبية وأضرارها، لذلك فإن آخر ما يمكن توقعه أن يقوم أطباء بافتتاح مطعم يقدم تلك الوجبات، لكن هذا بالضبط ما فعلته مجموعة من الأطباء السوريين الذين افتتحوا مطعما يقدم وجبات سريعة في دمشق.
والأكثر غرابة أن تحمل الوجبات أسماء أدوية طبية شهيرة، وبعد كل ذلك بالتأكيد لن يبدو اسم المطعم غريبا، حيث أطلقوا عليه اسم «برغر الأطباء» أو(The Doctors Burger).
ويقول المؤسسون انهم أرادوا بذلك إيصال فكرة للناس أن الدواء يكمن في الغذاء وأن الإنسان لا يمكن أن يعيش بلا طعام، فمثلا مسكن آلام الرأس (باراسيتامول paracetamol) تقابله ساندويش كلاسيكية خفيفة محشوة بقطعة من اللحم مع بندورة وخس ومايونيز فقط، و(أنتي هيستامين anti-histamine) المضاد للتحسس تقابله الوجبة الحارة لأنها قد تحدث ردة فعل في جسم الإنسان عند تناولها، أما (Spicy tramadol) فهو أقوى مسكن، وهي الوجبة التي تسكن آلام المعدة وتتميز بالصوص الحار، وهناك أيضا وجبات بأسماء (Panadol) وكودئين (codeine) وبروفين (Brufen) و(B-complex) و(DNA chicken) وغير ذلك، وجميعها أسماء وجبات لها دلالة طبية».
وقال د.محمد شفيق البزم، أحد الشركاء المؤسسين في المطعم، لوكالة سبوتنيك الروسية: «استقينا الفكرة من وحي دراستنا كأطباء بشري وأسنان، وهو يمثل شراكة بين 4 أطباء أصدقاء.
وأضاف أن إقامة المشروع جاء لكسر القاعدة التي تقول إن على الطبيب العمل والعيش في البيئة الاجتماعية للمستشفى والعيادة وما يعنيه ذلك من التزام صارم بالممارسات الصحية وأنواع محددة من الأطعمة.
وتابع: «بالفعل، خرجنا بفكرة افتتاح مطعم يؤدي هذا الغرض ويعود علينا بمردود مالي، إلى جانب عملنا الاعتيادي كأطباء».
«المطعم - العيادة» حقق شهرته في وقت قياسي، طريقته الخاصة في تقديم الوجبات، مستخدما لذلك الأدوات الطبية من مباضع وأبر الحقن والسماعات وغيرها، في محاكاة لزيارة المريض إلى عيادة الطبيب.
وقال الطبيب علاء كبتولة، وأحد مؤسسي المشروع: «اعتمدنا في التسويق للمطعم على عالم السوشيال ميديا لجذب الزبائن كون المطعم يقع ضمن حي وليس على طريق عام أو ساحة عامة إضافة إلى جودة المأكولات، ونطمح في المرحلة المقبلة إلى تطوير المشروع سواء من حيث المكان أو بنوعية الوجبات والمأكولات الصحية المقدمة».