أصبحت وزارة التربية اليوم حديث الناس والصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، ولاشك أنها تمثل للأسر أكبر معاناة بسبب التخبطات التي تعيشها الوزارة منذ فترة طويلة، ومع ذلك نرى مسؤولين كالعادة مستمرون في تطنيشهم ولا يهمهم ما يوجه لهم من انتقاد، وما جعلهم لا يبالون هو معرفتهم بأن المسؤول الأول في الوزارة هو الوزير الذي دائما ما يتغير قبل أن ينفذ أيا من الخطط التي وضعها، والثابت والباقي طبعا وكيل الوزارة الذي دائما ما يعاكس ويلغي بعض القرارات التي يصدرها الوزير.
بمعني أنه في الكويت وكيل الوزارة أقوى من الوزير في معظم الوزارات والشواهد والأحداث تثبت هذا الكلام.
اليوم الوزير الجديد يعتبر من أبناء الوزارة بما أنه كان معلما وأستاذا في التطبيقي ومديرا للهيئة ويفترض أنه الأعرف والأخبر بقضايا وخفايا الوزارة ومشاكلها إذا استطاع بالفعل السيطرة على الوزارة وكبح جماح الوكلاء من خلال إلغاء ما يسمى بمجلس الوكلاء وتغيير السياسات البالية والمتكررة وفرض قراراته التي تتناسب مع الوضع الحالي وتواكب المتغيرات التي تحدث في جميع دول العالم ونعني هنا جائحة كورونا التي مازلنا نتعايش معها وما تسببت فيه من تأثيرات على التعليم وغيرها من القضايا، لذلك لابد من الاستماع إلى شكاوى الناس عن قرب ومعرفة الأمور التي يعانون منها مثل التطعيم وفحص كورونا ومراعاة ظروفهم قبل الظهور في مؤتمر صحافي وفرض القرارات على الناس جبريا وعدم الاكتراث أو التفريق بين خصائص مرحلة وأخرى خصوصا أن مراحل التعليم الأولي التي تعتبر هي الأساس والركيزة التي يستند اليها الطلبة طوال حياتهم، هذا إذا أراد الوزير تصحيح الأخطاء السابقة وانتشال الوزارة من الضياع الذي تعيش فيه منذ سنوات طويلة، أما إذا اتبع سياسة من سبقوه وترك الحبل على الغارب، وبقي عدد من قياديي الوزارة يغردون خارج السرب يصدرون قرارات ويلغون أخرى، يعلنون أن المدارس جاهزة وتارة أخرى يتراجعون، والمشاكل التي تتكرر كل عام دراسي في قضية توافر المعلمين واكتمالهم ونقصهم مع بداية العام الجديد متحججين بقرارات وزارة الصحة، والتنسيق فيما بينهم في مثل هذه الظروف الاستثنائية أن الصورة غير واضحة حتى هذه اللحظة.
هل ستنصلح الأمور سريعا، أم إن التخبط والفوضى سيكونان دائما شعارا وعنوانا لهذه الوزارة؟! وستبقى الأوضاع على طمام المرحوم ولن يسجل الوزير الجديد في تاريخ توليه الوزارة إنجازا أو نجاحا أو تميزا تتذكره الأجيال على مر السنين وتشيد به.
[email protected]