أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن زعماء مجموعة السبع الكبار (G7) سيعقدون غدا اجتماعا طارئا لمناقشة تطورات الوضع في أفغانستان. وكتب جونسون على حسابه في «تويتر» أمس: «سأعقد الثلاثاء اجتماعا لزعماء G7 لإجراء محادثات عاجلة بشأن أفغانستان. من المهم حيويا أن يعمل المجتمع الدولي معا من أجل ضمان أمن عمليات الإجلاء، ومنع حدوث أزمة إنسانية، ودعم الشعب الأفغاني في تأمين ما تم تحقيقه من الإنجازات خلال السنوات الـ20 الماضية»
في هذا الوقت، تتهيأ قوات تابعة للحكومة الأفغانية السابقة تحولت إلى حركة مقاومة في وادي بانشير الشديد التحصين الواقع شمال شرق كابول لـ«نزاع طويل الأمد»، لكنها لا تستبعد التفاوض مع طالبان، وفق ما أعلن متحدث باسمها في مقابلة مع وكالة فرانس برس.
فقد توجه آلاف الأشخاص إلى بانشير للانضمام إلى حركة المقاومة وإيجاد ملاذ آمن، وفق المتحدث علي ميسم نظري.
ففي هذه المنطقة يحشد أحمد مسعود، نجل القائد السابق أحمد شاه مسعود «اسد بانشير» الذي اغتاله تنظيم القاعدة قبيل هجمات 11 سبتمبر 2001، قوة مقاتلة عديدها تسعة آلاف عنصر، وفق نظري.
والهدف الرئيسي لجبهة المقاومة الوطنية هو تجنب سفك مزيد من الدماء في أفغانستان والدفع باتجاه نظام حكم جديد، لكن المجموعة جاهزة أيضا لخوض نزاع، إذا رفضت حركة طالبان التفاوض فستواجه مقاومة في مختلف أنحاء البلاد، بحسب نظري.
وشدد نظري وهو مسؤول العلاقات الخارجية في الجبهة، على أن «شروط إبرام اتفاق سلام مع طالبان هي اعتماد اللامركزية، أي اعتماد نظام يضمن العدالة الاجتماعية، والمساواة، والحقوق والحرية للجميع».
ويحرص نظري على تسليط الضوء على تقارير تفيد بتشكيل مجموعات محلية في بعض المناطق لمقاومة طالبان وتواصلها مع جبهة المقاومة الوطنية بقيادة مسعود.
وقال نظري إن «هذه الأمور لم تحصل بأوامر من مسعود» إلا أنه أكد وجود روابط بين هذه المجموعات والجبهة.
وشدد على أن حركة طالبان منتشرة في مساحات شاسعة تتخطى قدراتها و«لا يمكنهم التواجد في كل الأماكن في الوقت نفسه. مواردهم محدودة. لا يحظون بتأييد لدى الغالبية».
لكنه أكد أن مواقف مسعود تختلف عن مواقف نائب الرئيس السابق أمر الله صالح المتحصن بدوره في الوادي والذي تعهد الأسبوع الماضي قيادة انتفاضة ضد طالبان.
وقال نظري إن «صالح في بانشير. قرر البقاء في البلاد وعدم الهرب». وأشار إلى أن صالح مناهض بشدة لباكستان وهو في هذا الموقف على خلاف مع مسعود الذي يسعى إلى إقامة علاقات جيدة مع جارة أفغانستان الداعمة لطالبان.
وأوضح المتحدث أن «صالح مناهض لطالبان ومناهض لباكستان. هذا يعني أنه ليس جزءا من هذه الحركة».
وشدد نظري على أن الهدف حاليا هو الدفاع عن بانشير وشعبها «إن وقع عدوان وإن هاجمنا أحد».
وأوضح أن المنطقة تشهد تدفقا لمثقفين ونشطاء في الدفاع عن حقوق النساء والإنسان وسياسيين «يشعرون أنهم عرضة لتهديدات طالبان».
وقال المتحدث إن «الحرب هي مجرد نتيجة ثانوية للنزاع في أفغانستان. سبب النزاع هو أن أفغانستان بلد يتألف من أقليات إتنية، فهو بلد متعددة الإتنيات لا يمكن لإتنية واحدة أن تهيمن على السياسة وأن يبقى حضور الإتنيات الأخرى هامشيا».
وشدد نظري على أن المقاومة التي يقودها مسعود وغيره في مختلف أنحاء أفغانستان تكتسي أهمية كبرى على صعيد تحقيق هذا التغيير.
في غضون ذلك، مازال آلاف الأشخاص يحاولون الفرار معرضين حياتهم للخطر، فيما تستمر عمليات إجلاء تقوم بها دول أجنبية من مطار كابول في ظل ظروف بالغة الخطورة. وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن 18 طائرة تجارية تابعة لشركات أجنبية، ستستخدم للمساعدة في الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان.
ونتج عن مشاهد الذعر واليأس المستمرة منذ أسبوع في مطار كابول، مقتل مدنيين أمس الأول، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن عددهم وصل إلى سبعة أفغان قتلوا في الفوضى قرب المطار.
لكن شهودا ذكروا أن طالبان تمكنت أمس من فرض بعض النظام حول مطار كابول، فجعلت الناس يشكلون طوابير خارج البوابات الرئيسية ولم تسمح للحشود بالتجمع في محيطه. وأكد وزير الدفاع البريطاني بن والاس في مقال بصحيفة «ميل أون صنداي» إنه «لن تتمكن أي دولة من إجلاء الجميع»، فيما يقترب الموعد الذي حددته الإدارة الاميركية للانسحاب النهائي لقواتها من أفغانستان في 31 أغسطس.
وأضاف «إذا بقي الجدول الزمني الأميركي كما هو، لن يكون لدينا وقت نضيعه لإجلاء معظم الأشخاص الذين ينتظرون ترحيلهم. قد يسمح للأميركيين بالبقاء لفترة أطول وسيحصلون على دعمنا الكامل إذا فعلوا ذلك».
وأشار إلى أنه سيتم إنشاء مراكز لمعالجة طلبات الإجلاء «خارج أفغانستان، في المنطقة» مخصصة للأفغان الذين «لدى المملكة المتحدة التزام بنقلهم إليها». بدوره أكد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لوكالة فرانس برس استحالة ذلك، وقال «يريدون إجلاء 60 ألف شخص حتى نهاية الشهر الجاري. الأمر مستحيل حسابيا». وحمل مسؤول كبير في طالبان الولايات المتحدة المسؤولية عن الفوضى في مطار كابول. وقال أمير خان متقي أن «أميركا بكل قوتها ومنشآتها... فشلت في إحلال النظام في المطار. يسود سلام وهدوء في كل أنحاء البلاد، لكن هناك فوضى فقط في مطار كابول». وأضاف «يجب أن يتوقف ذلك في أقرب وقت ممكن».
وفيما يسيطر ستة آلاف جندي أميركي مدججين بالسلاح على مطار كابول، تقوم طالبان بدوريات في الشوارع المحيطة، ما يمنع العديد من الأفغان من الوصول إلى المطار.