لقد خلق الله الكون فأبدع فيه جل جلاله، وجاء الإنسان ليفسد الطبيعة التي خلقها الله بمخالفته التي أصبحت المصدر الرئيسي للتلوث وما يترتب عليه من أمراض.
نحن هنا في الكويت نفسد نعم الله علينا، فكلنا يتذكر كارثة محطة مشرف لمعالجة مياه الصرف وما نتج عنها من تلوث للبيئة، فمازال العمل جاريا لتلويث مياه الخليج بإلقاء مياه الصرف فيه بلا تخطيط، والدليل منطقة أم الهيمان التي تبعد 3 كم عن مياه النفط ومحاطة بحقول البترول ورائحة التلوث تشم من على بعد، ونحن لا نحتاج لأجهزة قياس لفداحة التلوث.
إن مشكلة التلوث بالكويت تحتاج لعملية جراحية لاستئصال أسباب المشكلة ونلاحظ في بحرنا نفوق الأسماك وتلوثا يئن من تلوث البيئة البحرية ونفوق سمك الميد وكذلك سمك الزبيدي، وقد حددت الهيئة العامة للبيئة في بياناتها عدة مصادر تؤثر على البيئة البحرية ونفوق أسماكها مثل ظاهرة المد الأحمر وقلة دوران المياه في جون الكويت وتردي جودة المياه وارتفاع درجة الحرارة في هذه الأيام وقلة منسوب المياه القادمة من شط العرب والصيد الجائر من قبل بعض الصيادين وخطورة استمرار تراكم الزئبق للبيئة البحرية، والذي يؤكد الخبراء أن له ارتباطا مباشرا بالأمراض السرطانية التي كثرت هذه السنوات والزئبق من أكثر الملوثات بالعالم وأخطرها فإذا تبخر وانتقل جوا يؤثر بشكل مباشر على الأماكن المحيطة به، وكذلك الزئبق إذا ترسب بالماء فهو خطير جدا يتحول إلى ميثيل الزئبق، فيضر بالشعاب المرجانية وكذلك الأسماك ومن ثم للإنسان.
وكذلك شط العرب مياه المجاري تصب فيه مباشرة في نهري دجلة والفرات والنفايات الصناعية والمواد البترولية.
ومنطقة أم الهيمان يوجد بها الكثير من حالات الربو والسرطان ومنطقة الشعيبة يوجد بها أكثر من 100 مصنع تنفث دخانها في الهواء فتملأ الجو بغازاتها الخانقة والمسببة لكل أنواع الحساسية والسرطانات: كيف يعيش الإنسان بجو كهذا؟!
كيف ننشئ مدننا بالقرب من المصانع وهي مصدر دائم للتلوث.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون هواؤنا ومياهنا خاليين من أي تلوث، ونسأله أن يحفظ الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه، وأن تنقشع هذه الغمة من الكويت وجميع دول العالم، اللهم آمين.
[email protected]