شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر امس، حملة مداهمات واعتقالات في الضفة الغربية، بينما أضرم مستوطنون النار بعشرات أشجار الزيتون في نابلس، وتشهد الضفة تصاعدا في الاعتداءات اليومية التي يشنها المستوطنون على الأراضي والمواطنين، في مختلف محافظاتها تحت حماية من قوات الاحتلال ما يشكل إرهابا للنساء والشيوخ والأطفال.
وقال شهود عيان إن مجموعة من مستوطني «يتسهار» أضرمت النار بعشرات أشجار الزيتون، في قرية بورين بنابلس، واقتحم مئات المستوطنين في ساعات متأخرة من الليل، منطقة المسعودية التاريخية في نابلس.
وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم، إن مئات المستوطنين اقتحموا منطقة المسعودية التاريخية التي تضم بقايا أبنية لسكة الحجاز، والمقابلة للموقع الأثري في البلدة، وذلك ضمن برنامج اقتحام أعلنوا عنه قبل أيام، قائلا إن الموقع الأثري في سبسطية ضمن برنامج الاقتحامات المخططة من قبل المستوطنين.
وفي الخليل اعتقلت قوات الاحتلال مواطنين هما خليل موسى الحرباوي، وبهجت موسى النواجعة، واحتجزت قوات الاحتلال الطفل مالك أبو حتة في حارة المشارقة، في البلدة القديمة، على أحد الحواجز العسكرية المقامة في محيط الحرم الإبراهيمي.
وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال شابا من بلدة بيرزيت، واعتدت بالضرب على والده، وداهمت قوات الاحتلال بيرزيت واعتقلت الشاب موسى مروان هوشة، بعد أن اعتدت على والده بالضرب، وجرى نقل المواطن مروان هوشة إلى المستشفى الاستشاري في رام الله لتلقي العلاج.
كما اقتحم مستوطنون يقودهم المتطرف يهودا جليك، امس، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال شهود عيان، إن مجموعات من المستوطنين اقتحمت الأقصى عبر باب المغاربة، ونفذت جولات استفزازية ومشبوهة خاصة في الأجزاء الشرقية منه.
الى ذلك، أفادت منظمة «هيومن رايتس ووتش» امس، بأن الغارات الجوية الإسرائيلية التي دمرت أربعة مبان شاهقة في مدينة غزة أثناء الاعتداءات التي وقعت في مايو الماضي انتهكت على ما يبدو قوانين الحرب وقد ترقى إلى جرائم حرب.
وأكدت أن الغارات تسببت أيضا في إصابة المباني المجاورة بأضرار، وشردت عشرات العائلات، وأغلقت عشرات الشركات التي كانت توفر سبل العيش لكثير من الناس.
ولفتت، على موقعها الإلكتروني، إلى أن السلطات الإسرائيلية جادلت في غاراتها على أبراج هنادي والجوهرة والشروق والجلاء في غزة بأن الفصائل الفلسطينية المسلحة استخدمت الأبراج لأغراض عسكرية، لكنها لم تقدم أي دليل يدعم هذه المزاعم.
وقال ريتشارد وير، الباحث في قسم الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش: «تسببت الغارات الإسرائيلية غير القانونية على ما يبدو على أربعة أبراج في مدينة غزة بأضرار جسيمة ودائمة لعدد لا يحصى من الفلسطينيين الذين عاشوا، وعملوا، وتسوقوا، واستفادوا من الأعمال التجارية الموجودة هناك»، وطالب الجيش الإسرائيلي بأن «يقدم علنا الأدلة التي يقول إنه اعتمد عليها لتنفيذ هذه الهجمات».
وذكرت أنها لم تجد أي دليل على أن أعضاء الفصائل الفلسطينية المشاركة في العمليات العسكرية كان لهم وجود حالي أو سابق في أي من الأبراج وقت الهجوم عليها، واستدركت بالقول:«حتى لو تحقق مثل هذا الوجود، يبدو أن الهجمات تسببت بضرر غير متناسب متوقع للممتلكات المدنية».