- استقبال 24 شحنة غاز حتى الآن.. وتزويد شبكة المستهلكين لمحطات الكهرباء والماء بالغاز
- المشروع يمكنه تصدير الغاز مستقبلاً عند تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الغاز في الكويت
أحمد مغربي
نظمت إدارة العلاقات العامة في وزارة النفط أمس الثلاثاء حلقة نقاشية افتراضية حول مشروع الكويت للغاز المسال، والتي حاضر فيها كل من مهندس أول التخطيط في مجموعة عمليات الغاز المسال في الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبك) عبدالعزيز جمال البعيجان، ومهندس أول التصنيع في مجموعة المشاريع الكبرى لاستيراد الغاز الطبيعي المسال في (كيبك) عبدالله راشد، ومهندس تنسيق المشاريع في مجموعة المشاريع الكبرى لاستيراد الغاز سلمان هشام المزيدي، وشارك فيها عدد كبير من المختصين في الشؤون الفنية والاقتصادية في وزارة النفط ومعهد الكويت للأبحاث العلمية ومنظمة (أوابك) ووزارة الكهرباء والماء والهيئة العامة للبيئة والإعلاميين.
في البداية، قال عبدالعزيز البعيجان إن الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبك) تعتبر من أهم شركات مؤسسة البترول الكويتية ويقع على عاتقها تصميم وتنفيذ وتشغيل عدة مشاريع تنموية ضخمة في مجالات مختلفة ومتكاملة كالغاز والمصافي والبتروكيماويات، ومن هذه المشاريع ما هو في مراحل الإنشاءات النهائية مثل مشروع مصفاة الزور ومنها مشروع البتروكيماويات المتكامل مع مصفاة الزور والذي تم الانتهاء من الدراسات الهندسية الأولية له، وكذلك مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال الذي تم الانتهاء منه وتشغيله.
وذكر أن مرافق استيراد الغاز المسال في الزور نجحت في استقبال 24 باخرة غاز بحمولة مليون متر مكعب من الغاز المسال، وجميع هذه البواخر من شركة قطر غاز.
من جانبه، قال سلمان المزيدي إن مشروع مرافق الغاز الدائمة في الزور يأتي تنفيذا لتوجيهات مؤسسة البترول الكويتية لإنشاء مرافق لاستلام وإعادة تبخير الغاز الطبيعي المسال بشكل دائم، وذلك في إطار تحقيق الخطة الاستراتيجية لمؤسسة البترول الكويتية 2030 لتلبية احتياجات السوق المحلي من الوقود على المدى البعيد وزيادة مرونة العمليات لتلبية الطلب الموسمي على الوقود لمحطات الكهرباء في أوقات الذروة خلال فصل الصيف.
وقال إن الكويت قامت في 30 مارس من عام 2016 بالتعاقد مع تحالف يتألف من 3 شركات متخصصة هي شركة هيونداي الهندسية المحدودة وشركة هيونداي للهندسة والانشاءات والهيئة الكورية للغاز لتنفيذ المشروع بتكلفة اجمالية بلغت نحو 2.93 مليار دولار، متوقعا الانتهاء من المشروع بشكل نهائي في مارس 2022.
وذكر ان المشروع يتضمن أعمال استحداث ارض بالبحر وإنشاء خزانات ومرافق استلام وتبخير للغاز الطبيعي المسال بطاقة تبلغ 3000 مليار وحدة حرارية بريطانية/ اليوم من الغاز الطبيعي لتزويده للشبكة المحلية، وتم بناء هذه المرافق في الجهة البحرية لمشروع مصفاة الزور وذلك على ارض مستحدثة بمساحة تقديرية تقدر بـ725 ألف متر مربع، حيث يعتبر مشروع استيراد الغاز المسال أكبر مشروع في العالم من حيث الطاقة الاستيعابية للخزانات إذ يحتوي على 8 خزانات عملاقة وهو المرافق الدائمة الأولى في الكويت.
وقال إن المشروع يتميز كذلك من حيث القدرة على تصدير الغاز الطبيعي المسال حيث تم تصميم المحطة لتصدير الغاز بمعدل 1700-5667 متر مكعب/ ساعة، مشيرا الى أن الخزانات في المشروع مصممة لتخزين الغاز لمدة 12 يوما استهلاك بدون أي عمليات تزويد، كما يتمتع المشروع كذلك بأن له القدرة على إرسال الغاز الطبيعي الى شبكة المستهلكين التابعة لوزارة الكهرباء والماء عند تفريغ سفينة أو اثنتين من سفن الغاز الطبيعي المسال.
تحديات المشروع
بدوره، قال م.عبدالله راشد إن شركة «كيبك» استعانت بمقاول عالمي، حيث وقعت عقد للتشغيل والصيانة لمدة 5 سنوات وذلك للاستعانة بالخبرات المتنوعة ونقلها الى المهندسين والمشغلين الكويتيين على أن تصل نسبة التكويت لدى المقاول إلى 60% لمختلف التخصصات، مضيفا: «سيتم اتباع استراتيجيات للتحكم في التكاليف التشغيلية وتقنينها عن طريق إتاحة الفرصة للشركات المحلية في المساهمة في عمليات الصيانة».
وأشار إلى أن المشروع يتيح فرص واعدة تستحق الدراسة لصناعة النفط والغاز في الكويت وكذلك فرص للسوق المحلي في إمكانية استغلال الطاقة الباردة الناتجة من عمليات الغاز المسال منها على سبيل المثال: استخراج غاز الهيدروجين من الغاز المسال لاستغلاله في المصافي النفطية، استغلال الغاز المسال في عمليات التبادل الحراري والتبريد للمعدات، وتجهيز مخازن تبريد من القرب من مرافق المشروع لاستخدامها في أغراض متعددة.
كما أن المشروع يحمل فرصا كبيرة للغاية تتمثل في إمكانية تصدير الغاز الطبيعي مستقبلا من الكويت، فبدلا من استقبال الغاز تقوم الكويت عند تحقيق فائض في تصدير الغاز من تلك المنشآت، فضلا عن أن المشروع يمكنه تأجير الخزانات العملاقة للشركات المزودة للغاز.
الشيخة تماضر الخالد: المشروع يعتبر الأول في الكويت والأكبر بالعالم
قالت مديرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط الشيخة تماضر خالد الأحمد الصباح إن تشغيل مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال الدائمة في منطقة الزور يعتبر «حدثا استثنائيا» في تاريخ القطاع النفطي باعتباره المشروع الأول في الكويت والأكبر في العالم من حيث السعة التخزينية، مشيدة بالجهود الجبارة التي عملت على هذا المشروع طوال السنوات الماضية. وذكرت الشيخة تماضر الخالد في مداخلة لها خلال الحلقة النقاشية ان مشروع الغاز المسال يلبي احتياجات الكويت الحالية والمستقبلية من الطاقة النظيفة، عبر توفير الوقود الأمثل لمحطات توليد الكهرباء، خصوصا في فصل الصيف وفي أوقات الذروة وللسوق المحلي أيضا. وأشادت بالتنسيق المستمر والدائم بين وزارة النفط وكل الشركات النفطية الزميلة في تنظيم الحلقات النقاشية لاستعراض أهم المشاريع التي تنفذها الكويت لتنمية الصناعة النفطية، لاسيما التنسيق مع الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبك) في استعراض مشروع الغاز المسال، معربة عن أملها في أن يتم الانتهاء من كافة المشاريع التي يعمل عليها القطاع النفطي قريبا لتحدث قيمة مضافة للاقتصاد الكويتي ضمن رؤية البلاد (كويت جديدة 2035).
ناقلة الغاز تكفي لإمداد 70 ألفمنزل بالطاقة لمدة سنة
تناول عبدالعزيز البعيجان خلال العرض الذي قدمه خلال الحلقة النقاشية أهمية الغاز الطبيعي المسال ومستقبله وأهميته على الصعيد العالمي، حيث قال انه غاز طبيعي تمت معالجته وإسالته بالتبريد، حيث يستخرج الغاز من حقول النفط والغاز ثم ينقل عبر أنابيب خاصة الى منشأة المعالجة، حيث تتم عمليات معالجة إضافية وتبرد وإسالة الغاز تحت ظروف جوية، وقال إن ناقلة الغاز الواحدة من الغاز الطبيعي المسال تكفي لإمداد 70 ألف منزل بالطاقة لمدة سنة كاملة، وبحلول عام 2040 سيكون الغاز الطبيعي مصدر للطاقة لنحو 25% من كهرباء العالم و10% من النقل البحري و5% من وسائل النقل، كما أن الطلب على الغاز الطبيعي في الصناعات الكيميائية سيزيد بنسبة 30% وذلك وفقا لأبحاث شركة إكسون موبيل.