المدرسة مؤسسة تربوية لها أهميتها في تربية النشء، حيث يكتسب المتعلم الخبرات المستمرة والتي تنمي عقل المتعلم وجسمه وصحته، وللمدرسة دور فعال في مجال النشاط والتفاعل الاجتماعي ويستفرغ المتعلم مجهوده في اللعب مع الجماعة وتخفيف خوفه من الآخرين، والتحاق المتعلم بالمدرسة يعني غيابه عن البيت وقدرته على رعاية نفسه وشعوره بالسرور وهو يقوم بهذا العمل وشعوره بتحمل المسؤولية، وفي الأجواء المدرسية في الفصل الدراسي تكون حاجة المتعلم إلى حسن التحصيل العلمي وروح المنافسة مع أقرانه من المتعلمين وإتقانه إلى المهارات الأساسية القراءة والكتابة والحساب ويتعرف على أصدقاء جدد وعلى المعلمين ويعتبر المعلم قدوة للمتعلم، والمعلم الناجح هو من يمتلك قدرا كافيا من مهارات التدريس حيث يحتاج إلى المعلم الكفء.
والنشاط المدرسي يفتح المجال للأطفال لممارسة هواياتهم، والمدرسة أصبحت القاعدة الأساسية ينطلق منها المتعلمون إلى العالم الخارجي، وأبناء اليوم ليسوا هم أبناء الأمس ولكن هم رجال الغد ونحن نتعامل مع الأمس واليوم والغد وجميعهم يمثلون الزمان المتغير من الماضي للحاضر إلى المستقبل، والمدرسة لابد أن تساير الزمان بسرعته.
ومن أهداف وجود المؤسسات التربوية التي تحققها المدرسة الكشف عن مواهب المتعلم وزيادة الروابط النفسية والاجتماعية بين المعلم والمتعلمين، وتحقيق الانتماء الجماعي بروح إيجابية، والمؤسسة التربوية المدرسة تتيح للمتعلم ممارسة التجارب العلمية في المختبر المدرسي وممارسة هواياته في صالات الألعاب وفي غرفة الحاسب الآلي وفي ساحة المدرسة.
ففي المدرسة تعمل على تربية شخصية المتعلم من جميع نواحيها المعرفية والخلقية، وتستطيع المدرسة إحداث الأثر الملموس وتعديل السلوكيات إذا حدث فيها اعوجاج في شخصية المتعلم، فالمدرسة مكملة لوظيفة البيت الذي وضع أساسه في تربية الأبناء، والمدرسة لها دور أساسي في عملية التنشئة الاجتماعية حيث يكتسب المتعلم الاتجاهات والمعارف التي تساعده على مواجهة المواقف والمشكلات، وفي الفصل الدراسي قد يجد المتعلم كيف يتعامل مع غيره، حيث يجد أقرانا في مثل سنة وأكبر وأصغر فيتعامل معهم في اللعب وفي المناقشات والحديث أو حتى المشاجرات، وفي كل مرة يكتسب خبرة جديدة ويمارس الحياة ممارسة فعلية، وفي المدرسة يربى النشء على المحبة والألفة والإيثار والترابط والتعاون والتسامح والرفق واحترام الحقوق وغيرها من المبادئ الاجتماعية.
وفي أجواء المدرسة يجد المتعلم الأنشطة المختلفة التي تنمي ميوله واتجاهاته وسلوكياته، وعملية التعليم والتنشئة الاجتماعية هي مفتاح التراث الثقافي والاجتماعي، وفي الفصل الدراسي يمارس المتعلمون الحوار والمناقشة مع المعلم وأقرانهم من الطلبة، ويكتسبون اللغة الصحيحة والاستفادة من أخطاء الآخرين والتفاعل معهم، وفي الفصل الدراسي تتحقق الأهداف التعليمية والوجدانية والاجتماعية، وكذلك قدرة المتعلم على ضبط النفس والتحكم في المشاعر لمواجهة المتعلمين بعضهم ببعض، وكذلك في الفصل الدراسي يندمج المتعلم مع أقرانه ويتكيف معهم، حيث تكوين علاقات اجتماعية متوازنة مع المتعلمين وتسهيل صعوبات التعلم.
وجميع مباني المدارس مخططة ومتسقة مع الأهداف التعليمية ومواكبة لاستراتيجية تربوية وعملية معاصرة من حيث شكل البناء والمساحة والفصول الدراسية ومجهزة بأحدث الوسائل العلمية الحديثة، ومدارسنا مدارس الحياة الحقيقية.
وتربية النشء هي أفضل الاستثمارات العلمية حتى تتحقق طموحاتنا وآمالنا الكبيرة لوطننا الغالي الكويت بروح العصر وتطلعات المستقبل.
[email protected]