هناك مشكلات مؤقتة وأخرى دائمة ومتجددة، ولعل الاستهتار والرعونة أثناء القيادة من تلك الأمور التي تتشابك أطرافها ما بين شاب أو مراهق يريد تفريغ طاقته في هوايات غريبة وعجيبة قد تودي بحياته وتقضي على مستقبله أو تسبب له عاهة مستديمة، أو لعدم حسن تربية بعض الأهل لأبنائهم وربما عدم الخوف من العقاب وتدخل الواسطات للإفراج عن المستهترين الذين قد يسببون آلاما وعذابا لأهلهم ولغيرهم من مرتادي الطريق، ونتمنى من وزير الداخلية الشيخ ثامر العلي التوجيه باستمرار الحملات لمواجهة هذه الظاهرة المؤذية وعدم السماح بانتشارها أو تكرار مظاهرها في شوارعنا وساحاتنا.
ومن المشكلات الجديدة أيضا أننا صرنا نلاحظ الانتشار الكبير للدراجات النارية «السياكل» الخاصة بتوصيل الطلبات سواء على الطرق السريعة أو بين المناطق وعدم التزام الكثيرين منهم بالحارة اليمنى وتجاوز الإشارة الحمراء ظناً منهم أن الطريق مفتوح أمامهم إذا لم تكن هناك سيارات عابرة من الجهة المقابلة، إضافة إلى تحركهم المفاجئ بين السيارات والذي قد يؤدي إلى وقوع حوادث كارثية ربما تزهق أرواحهم وتتسبب للآخرين بالوقوع في قضايا مختلفة الناس في غنى عنها لو اتخذت وزارة الداخلية قرارا جريئا بعدم السماح بسير دراجات توصيل الطلبات على الطرق السريعة والشوارع الرئيسية والاكتفاء بخدماتها ضمن المناطق المخصصة وفق تراخيص محددة لها، ومن يتجاوز ذلك يتعرض لعقوبات رادعة حفاظا على سلامتهم وسلامة الآخرين، فهل يمكن لوزارة الداخلية دراسة هذا الأمر وبحثه جيدا لاتخاذ الحلول المناسبة بشأنه بعيدا عن تدخلات أصحاب شركات التوصل مهما كانت مسمياتها، وكلنا أمل أن يلقى نداؤنا هذا آذانا صاغية من وزير الداخلية ووكيل الوزارة المساعد للمرور، وأن يكون التطبيق قبل قدوم فصل الشتاء الذي تسوء فيه أحوال الطرق وتكثر الحوادث وأعطال المركبات على اختلاف أنواعها، فما بالكم بسائقي الدراجات الذين يغطون وجوههم وعيونهم من الرياح والبرد والمطر فلا أذن تسمع ولا عين ترى، وفوقها المسكين عنده عشرين مكالمة من المطعم والزبون والشركة والمندوب وزوجته وغيرهم، وعينه على طرف الطريق من غير أي تركيز الله يعينه ويحميه.
وحقيقة كلما كانت هناك قوانين منظمة لأي عمل كانت نتائجه أفضل وأروع وكان التطبيق أسهل، ولا نقول امنعوا (السياكل) من العمل، لكن نظموا حركتها ضمن المناطق السكنية وامنعوا حركتها على الطرق السريعة حفاظا على سلامتهم ومنعا لوقوع الحوادث والإضرار بالآخرين.. رحمكم الله.