السدرة والأثلة تبكيان
لقد رحلت الشيخة بدرية التي كانت منذ شبابها هي وأخوها الشيخ جابر يلعبان ويستظلان في ظلالنا، ويأكلان «الكنار» ونسمع ضحكاتهما.
مهلا مهلا يا سديرتي
ويا أثلتي
أين أبوها الشيخ أحمد وأخوها الشيخ جابر وأمها الشيخة بيبي؟
أما كانوا في هذا القصر؟
لقد رحلوا جميعا الى قصور الجنة التي بها يمرحون، ومن حوض الكوثر يشربون، ومن أعنابها يقطفون.
يا رب أسعدهم سعادة أبدية..
يا خالقي لقد أهديتنا هدية غالية.. «دية» بدرية كما يحب أحفادها ان ينادوها.
الشيخة بدرية كانت تجمع بين الفن والسياسة، تحفظ جميع أشعار الشيخ أحمد الجابر وخالها الشيخ عبدالله السالم وهي عاشقة للسامري والخماري.
كانت تستهل يومها بقراءة الصحف لمعرفة أخبار الكويت، كانت تستقبل ضيوف أبيها من النساء مع أختها الشيخة نورية ومنهن أخوات ملك العراق.
كانت تجتمع مع رجالات الدولة الذين يحضرون للمغفور له الشيخ عبدالله الخليفة الصباح.
يا خالقي لقد اهديتنا هدية ـ الشيخة بدرية ـ وحافظنا عليها وسعدنا بها، ولكننا طماعون نريد ان تمكث معنا أكثر.. وهي تتألم.. كم نحن انانيون يا خالقي!
لقد استعدت هديتك الغالية «دية» يا خالقي..
يا خالقي لقد تركت «دية» وراءها احباء يدعون لها، دامعة عيونهم، ضائقة صدورهم.
اللهم أجبر قلوب أحبائها، ولحفهم بلحاف رحمتك، وأكثر عليهم الصبر والسلوان.
نامي قريرة العين يا أمي، إنك في حراسة الرحمن.
يا حبيبة روحي، إن الكويت في حفظ الرحمن، وناسها الطيبون.
أين مقولتك لي لقد نكثتي بها:
«أنت روحي لا تخليني بروحي»،
ولكن «أنت رحتي وخليتيني بروحي».
شكرا من القلب لأهل الكويت لمشاركتهم لنا في عزاء حبيبة الكويت.
أنا فقدتك