الكثير من الأمور تغيرت في حياتنا وانعكست بالتالي على طبيعة تعاملنا مع بعضنا البعض بشكل سلبي، بالطبع تسببت في الفراغ الكبير وخلقت معها نوعا من الجفوة والتمادي وعدم المبالاة في أحيان كثيرة، وهذا ليس فقط على مستوى التعامل العادي اليومي بين البشر، بشكل عام لو كان الأمر كذلك لما تدخلت المشاعر والأحاسيس والترابط في العلاقات في الموضوع المشكلة إذا حدثت هذه الفجوة والبرود في العلاقة بين الأهل والإخوان والجيران والأصدقاء وهذا ما يشتكي منه الكثيرون في يومنا هذا، لعل اغلبهم يضع اللوم على الطفرة التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وهذا لاشك أنه يشكل جانبا كبيرا من المشكلة وفيه من الصواب الشيء الكثير لأن وسائل التواصل نراها اليوم وسائل تباعد اكثر منها تقارب لأن من يتحدث معك أو يتواصل عبر الواتساب عن طريق الكتابة لا يمكن أن تفهمه أو تشعر بمشاعره الحقيقية تجاهك وربما تفسر تلك الكتابات والرسائل النصية بشكل مختلف لعدم قدرة الكثيرين على فهمها بالشكل المطلوب لأنها مجردة وخالية من الصوت وردة الفعل بل وحتى في بعض الكتابات تكون على شكل قص ولزق التي ترسل في المناسبات، لعلي أطرح رأيي بأسلوب فلسفي متواضع.
لكن الحقيقة أن هذه الأمور حتى لو تركت آثارها إلا أنها لم تؤثر على الكثير من الناس في طريقة تواصلهم واتصالهم في أهلهم وأقربائهم وأصدقائهم من خلال الأفراح والأتراح وزيارة المرضى في المستشفى والعطف على المحتاج منهم والسؤال عن الغائب خارج البلاد في علاج أو دراسة أو عمل.
إن العيش في المجتمع بأسلوب طبيعي خال من التأثيرات الحديثة هو العيش الصحيح والمطلوب اجتماعيا ودينيا وأخلاقيا، أما الابتعاد عن الناس القريبين منك والاكتفاء بما يسمى واتساب أو سناب فهذا لا يكفى مهما كانت مشاعر هذا الشخص تجاه الآخرين إلا أنها تبقى في دائرة البعد والفتور ويمكن تكون مشاعر كاذبة في مواضع عديدة، ربما يقول البعض ان وتيرة الحياة تغيرت وظروف العمل والتوسع العمراني كل هذه الأمور مقدرة وكل منا حر في حياته ولكن ما نعنيه وما أردنا إيصاله وتوضيحه في وسط الكم الكبير من الحجج والأعذار انه وان طالت المسافات لابد ان يبقى هناك خيط رفيع بين المشاعر الصادقة والمشاعر المزيفة.
[email protected]