منذ بداية جائحة كورونا شاهدنا إخواننا من فئة البدون أول الحاضرين بجانب إخوانهم من المواطنين والمقيمين العاملين في الحقل الطبي والإداري والفني، ولم نر منهم أي تقصير، لبوا نداء الوطن وقدموا كل ما لديهم سواء في بالمستشفيات أو المحاجر أو لفرق التقصي، فلهم منا كل الشكر والتقدير.
شعورهم بالمسؤولية وحب الوطن وقسم المهنة هو ما جعلهم يقدمون على هذا العمل، فمنهم من أصيب بفيروس كورونا وأكمل العمل بعد تماثلهم للشفاء في مختلف الوظائف، كما أنهم قضوا أكثر من عامين وحتى اليوم لم يحصلوا على إجازة نظرا لحاجة العمل لهم.
بعد أن أصبح الأمر «سهود ومهود» ذهبت وعود المسؤولين في «الصحة» أدراج الرياح، باستبعادهم من كشوفات مكافأة الصفوف الأولى ولا نعلم عن مصداقية هذا الخبر الصاعق الذي يحتاج إلى وقفة جادة من قبل نواب مجلس الأمة لإنصاف أبناء هذه الفئة.
التمييز ممنوع ونعرف القانون بالحقوق والواجبات، لكن هناك روح القانون الذي يقدم الجانب الإنساني على كل شيء، فمن عمل يستحق أجره، فلماذا تريدون إقصاء هذه الفئة من المكافأة؟
المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، عندما أمر بهذه المكرمة شمل جميع العاملين بهذه الجائحة تقديرا لجهودهم المبذولة، فلماذا إذن هذا التمييز بين الموظفين يا وزارة الصحة؟
أستغرب من ربط الأمر بديوان الخدمة المدنية فيحق لكم كوزارة أن تفرضوا على الديوان أحقية هؤلاء الموظفين للمكافأة طالما تعلمون بقرارات الديوان.
كان بإمكان الوزارة أن تخصص لهم جزءا من المكافأة المخصصة لوزارة الصحة منذ ذلك الوقت تمهيدا لتوزيعها مع رواتبهم تقديرا لعملهم وليس حرمانهم بالمرة، كما أن هناك فئة كبيرة منهم تعمل رغم تأخر رواتب وتحملوا خمال الوزارة ولم يتكلموا علما بأن هناك أسرا يعولها هؤلاء الموظفون.
وزير الصحة سبق وأن أكد في رده على سؤال برلماني بانه رفع كشوفات البدون، فماذا استجد في الأمر حتى يأتي الرفض؟! إذا كان بالفعل قد رفعت يجب أيضا على الوزير أن يكون له موقف حازم في إنصاف الموظفين، فهم يستاهلون.
وكذلك وكيل وزارة الصحة د.مصطفى رضا بصفتك المسؤول عن هذه الطواقم الطبية والفنية والإدارية يجب عليكم أن تنصفوا هذه الفئة وانت من الناس الذين نأمل بهم الخير فلا تتركوا تعب هؤلاء العاملين يذهب ونحاسب عنه جميعا يوم الحساب.
أخيرا، انفردنا في خبر تم نشره في «الأنباء» قبل أيام بدعوة الموظفين بوزارة الصحة للتوقيع على إقرار التعهد يوم الأحد الماضي، كل في مقر عمله، ويقال إن هناك عدم ارتياح من العاملين بشأن تخصيص المكافأة بأنه تم تصنيف فئة دون أخرى، فمثلا من عمل بالمحاجر «عالي الخطورة» ومن عمل في الرعاية الصحية والمستشفيات متوسط إلى أقل خطورة، نتمنى من وزارة الصحة تطمين الجميع فهناك من عمل، وحصل على مكافآت نظير عمله في نفس الوقت، فلماذا التمييز بين الموظفين إذن؟!
من وجهة نظري أن من يعمل في الرعاية الصحية والمستشفيات من أطباء وإداريين وممرضين لا يقلون خطرا عن العاملين في أي مكان، ويستحقون تصنيف «عالي الخطورة»، فهم الخط الأول في استقبال المراجعين وتشخيصهم، دون علمهم بما إذا كان المراجع سليما أم مصابا، وإحصائيات الإصابات والوفيات بينهم تؤكد ما هو تصنيفهم.
يجب على وزارة الصحة تطمين موظفيها وترد على الكلام المتداول بأن الجميع سيأخذ حقة وفق ما قدمه دون محاباة أو تمييز لشخص دون آخر، وبذلك سننهي حالة اليأس التي أصيب بها البعض لأنهم بالفعل يستحقون الشكر والثناء والتقدير على جهودهم هم وزملاؤهم العاملون في الجهات الأخرى.
[email protected]