أحمد مغربي
قال الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت عماد محمود سلطان إن شركة نفط الكويت تلتزم بزيادة الاحتياطيات النفطية والحفاظ على الإنتاج وتحسين التكلفة وفقا لاستراتيجية 2040 من خلال تبني الممارسات المبتكرة والتقنيات الحديثة، لاسيما في مجال الاستخلاص المعزز للنفط (EOR)، والذي يمثل ما يفوق 10% من الإنتاج المستهدف لعام 2040.
وأوضح سلطان في الموجز الإخباري السادس الذي جاء بعنوان «أنشطة الشركة باستخدام تقنية الاستخلاص المعزز للنفط - آفاق ورؤى جديدة» أنه على مدى الأعوام الخمسة الماضية، قطعت شركة نفط الكويت أشواطا كبيرة في إنضاج وتطوير تقنيات الاستخلاص المعزز (الحقن الحراري وحقن الغاز والحقن الكيميائي) وتقليص المخاطر المرتبطة بها، حيث تستهدف تلك التقنيات عددا من مكامن النفط التقليدي والنفط الثقيل في حقول الكويت، وعلى الرغم من درجة الحرارة القاسية ومعدلات الملوحة المرتفعة في بعض هذه المكامن، إلى جانب عدم اليقين بالعوامل الجيولوجية، فقد تمكنت شركة نفط الكويت من نقل الأفكار الإبداعية إلى حيز التنفيذ الميداني من خلال الجهود الدؤوبة وبالتعاون مع جهات بحثية متخصصة وشركاء عمل استراتيجيين.
وأضاف: «اليوم تقود شركة نفط الكويت عملية الإنضاج والتنفيذ الميداني لمفاهيم جديدة وفريدة من نوعها في الاستخلاص المعزز للنفط مثل استخدام تقنية الغمر باستخدام مواد قلوية - منشطات سطحية - بوليمر (ASP) في مكامن كربونية كمشروع صابرية - مودود (SAMA ASP) والغمر بالبوليمرات في مكامن النفط الثقيل عالي الكبريت باستخدام مياه عالية الملوحة كمشروع أم نقا - فارس السفلي (UNLF)، ويعتبر كلا المشروعين التجريبيين غير مسبوقين على المستوى العالمي.
وبالتوازي مع ذلك، تعمل شركة نفط الكويت على تسريع تنفيذ تقنيات الاستخلاص المعزز الناضجة والمنخفضة المخاطر نسبيا مثل الغمر بالبوليمرات من خلال تسريع التجارب الميدانية وباستخدام المواد الكيميائية المتاحة تجاريا جنبا إلى جنب مع المياه المنتجة من المرافق السطحية القائمة، ولتمهيد الطريق لتطبيق الاستخلاص المعزز للنفط تجاريا، تتبع شركة نفط الكويت نهجا شموليا لإنضاج التقنيات المختلفة يشمل الفرز والتجارب المعملية ونمذجة المكامن واختبارات التتبع الكيميائي أحادي البئر (SWCT) والمشاريع التجريبية متعددة الآبار».
وأشار سلطان إلى ان شركة نفط الكويت أكملت دراسات الاستخلاص المعزز لما يزيد على 18 مكمنا كربونيا ورمليا إضافة إلى النفط الثقيل تمهيدا للتنفيذ الميداني، وهنالك 5 مشاريع تجريبية قيد التشغيل في الشمال (مكامن للنفط التقليدي والنفط الثقيل) وفي الغرب والجنوب والشرق، علما أن الفترة الزمنية بين فرز مشاريع الاستخلاص المعزز للنفط وإتمام المشاريع التجريبية تتراوح عادة ما بين 10 و12 عاما قبل الانتقال للتنفيذ الميداني الشامل/ التجاري.
ومع ذلك، فقد اكتسبت شركة نفط الكويت خبرة هائلة في إنضاج تقنيات الاستخلاص المعزز للنفط وتقليص المخاطر المرتبطة بها، ويتم استغلال تلك الخبرة المكتسبة في تسريع تطبيق الاستخلاص المعزز على مجموعة متنوعة من مكامن الشركة، ويتجلى ذلك في مشروع أم نقا - فارس السفلي (UNLF) التجريبي حيث تم تقدير الفترة للانتقال للتنفيذ التجاري بـ 6 أعوام، ما يمثل توفيرا للوقت بنسبة 50% تقريبا مقارنة بمشاريع الاستخلاص المعزز السابقة».
وتابع أنه في الوقت الراهن، تتبنى شركة نفط الكويت عدد من الممارسات الإبداعية والتي متى ما تحققت ستسرع فترة إنضاج تقنيات الاستخلاص المعزز للنفط أكثر فأكثر لتكون 3 أعوام بدلا مما يقارب 12 عاما، لاسيما فيما يتعلق بالتطوير التدريجي والمرحلي لغمر البوليمر باستخدام تجارب ميدانية خاصة مثل المشاريع التجريبية لحقن البوليمر طويل الأجل (LTPI)، والتي سيتم تنفيذ 8 منها خلال العامين إلى 3 أعوام المقبلة على مكامن مختلفة في حقول الكويت وباستخدام الآبار الحالية ومن دون الحاجة إلى استخدام مشاريع تجريبية متعددة الآبار وبما يقلل الوقت المطلوب بنسبة 75% والتكلفة بنسبة 85%، علما أن أول مشروع (LTPI) تجريبي سيتم تنفيذه في مكمن واره في حقل برقان الكبير في جنوب وشرق الكويت في الربع الثاني من هذا العام 21/2022، ووفقا لنتائج هذا المشروع التجريبي ونجاحه، من المتصور أن يتم تشغيل المرحلة الأولى التجارية من غمر البوليمر لمكمن واره (في جنوب وشرق الكويت) بحلول عام 2024، ومن المقرر تنفيذ مشاريع تجارية مماثلة على مراحل في مكامن أخرى خلال 3 الى 5 أعوام قادمة.