بعيدا عن السياسة ودهاليزها وصفقاتها التي لا تختلف كثيرا باختلاف الأماكن والأزمنة، فقد تعلمنا من التاريخ أن سقوط الأنظمة قد يترتب عليه غياب القانون والبنية الأساسية لصونه وحفظه وانتشار الفوضى سواء كانت في صور محدودة أو متسعة، ومن ثم عندما يسقط أي نظام فإن الكثيرين يتسابقون للنزوح بحثا عن الأمان والحياة الكريمة.
وفي ساعات قليلة بعد سقوط أي نظام تنشط الأعمال غير المشروعة مثل تجارة المخدرات والقتل والإرهاب مدفوع الثمن، وتتحول تلك الممارسات من النطاق المحلي لتعبر الحدود إلى دول الجوار وغيرها مما يزيد الطين بلة.
وكذلك إن سقوط الأنظمة يصحبه فتح السجون والمعتقلات وخروج المحكومين سواء في قضايا جنائية أو سياسية، وإن لم تنتبه دول الجوار بكافة أجهزتها فقد تدفع أثمانا باهظة بسبب تداعيات السقوط المدوي للأنظمة.
وليست أي دولة بعيدة عن هذه التداعيات والتحديات التي تتجاوز ترحيل وإيواء النازحين وتقديم الرعاية الإنسانية بكافة أنواعها لهم بالدول المضيفة، أما مشاكل المخدرات والإرهاب فهي تحديات يجب قراءتها بدقة وعناية من جانب المتخصصين وخصوصا لدول الجوار الجغرافي والثقافي.
وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ أبناءنا من هذا الخطر الداهم وأن يحفظ العيون الساهرة التي تتصدى للمخدرات بيقظتها الدائمة، حيث إن التصريحات الإعلامية عن ظاهرة الإدمان وأعداد المدمنين يجب أن تكون أجراس إنذار تقرع بعنف في آذان الجميع لتكثيف اليقظة والتأهب بروح المسؤولية للقضاء على أطرافها.
وبعيدا عن حصر أعداد الذين تم إجلاؤهم وأعداد ضحايا الانفجارات فإن المشهد الخفي يحتوي على مخدرات وإرهاب ارتبطا بسقوط وضعف الأنظمة واختفاء البنى الأساسية، ومن ثم فلا يوجد ما يمنع من عبورها الحدود دون تحفظات أو قيود.