هو عبدالمحسن بن إبراهيم بن عبدالرحمن البابطين، من أكبر علماء الفرائض والفقه والحديث وعلم الفلك، كان حنبلي المذهب، ولد في مدينة الزبير (جنوبي العراق) عام 1301هـ - 1882م، عاش حياته بين العراق والكويت، وهو يعود الى أصول نجدية.
تلقى تعليمه المبكر في مدارس الزبير، فأخذ مبادئ القراءة والكتابة، ثم درس الفقه والفرائض والحساب والفلك، وساقه حسه الأدبي الى اطلاع واسع على التاريخ، وعلى دواوين الشعر وكتب العروض، ثم قصد بغداد طلبا لمزيد من العلم والثقافة، وهناك اندمج في مجتمعها العلمي والأدبي، فقرأ على العلامة محمود شكري الألوسي، وفي بغداد درس الصرف والنحو والبلاغة على عبدالعزيز الناصري، وعلم العروض على محمد بن غنيم، وله «ديوان عبدالمحسن ابراهيم البابطين» جمعه عبداللطيف البابطين.
ثم عاد الى الزبير ومارس فيها مهنة التدريس، وجلس للقضاء، وقام بمهام الإمامة والخطابة في الجامع، وكان في كل عمل يزاوله متحرجا عفيفا، وفي التدريس رفض تغيير زيه العربي الى الزي الافرنجي، وترك مدارس الحكومة الى العمل بمدارس النجاة الأهلية (التي أسسها الشنقيطي) ومدرسة «دويحس» الدينية.
وفي القضاء رفض «تسييس» مهنته والاقتراب من الصراعات الإدارية والسياسية، وحين زار مكة المكرمة وعرض عليه تولي قضائها اعتذر إجلالا لمكانة علماء أم القرى، وفي الكويت التي كانت تعيش إرهاصات النهضة الشاملة عهد إليه بتولي رياسة القضاء وتطويره من قبل المجلس التشريعي عام 1938م، فقبل المهمة بعد تردد لزمن محدود جدا، وعاد الى حقل التدريس، فعين مدرسا للغة العربية والتاريخ الإسلامي بالمدرسة المباركية.
كانت له مودة حميمة مع الشيخ عبدالله السالم الصباح حين كان وليا للعهد، وقد أطلق اسمه على إحدى المدارس المتوسطة بمنطقة «الظهر» - بمحافظة الأحمدي - تقديرا لجهوده في خدمة وطنه، وتوفي في مدينة البصرة عام 1372هـ - 1952م.