إعداد: هادي العنزي
طوّر نفسه في غوص المعدات وأتقن أكثر مجالاتها حتى وصل إلى 1500 غوصة، بعدها تخصص في الصيد ووجد أن الغوص الحر مع الصيد الأفضل، صفحة «بحري» تلتقي اليوم الغواص محمد البلوشي الذي حدثنا عن أماكن وأوقات الچنعدة، ومتى يبدأ موسم الغوص وما الأسماك الحاضرة الآن، وأكبر خطر على الغواص، كما أطلعنا البلوشي على أساسيات الغوص ودوراتها المتخصصة، وأكثر المضايقات التي تحصل من بعض الغواصين والنصائح التي قدمها لإخوانه مرتادي البحر، فإلى التفاصيل.
بدأت الغوص مع تعلمي للسباحة، لأن الغوص دخل ضمنا مع السباحة، فهذه هي البداية، ثم تطور حتى بدأت تعلم الغوص بالمعدات في سنة 2005 ومارستها حتى تمكنت منها جيداً وأتقنت أكثر مجالاتها وتجاوز عدد الغوصات المسجلة الـ1500، ومنها الصيد، ثم بدأت التخصص في الصيد ووجدت أن الصيد يكون أفضل بالغوص من غير معدات، فتوجهت إلى الإكثار في الغوص الحر الذي يكون من غير معدات، وحتى اليوم تجاوزت العشر سنوات في هذا المجال وما زلت أتعلم.
أماكن وأوقات الچنعدة
ويضيف: أماكن الغوص تختلف باختلاف المواسم والأوقات، ففي الكويت مثلا الكثير يحرص على اصطياد سمكة الچنعد، وتتواجد في شهر سبتمبر في الأماكن الضحلة وقرب الشواطئ وبعدها في نوفمبر تتواجد في الأعماق المتوسطة وفي الجزر حتى نهاية شهر أبريل تتواجد في المياه المفتوحة إلى شهر يوليو وبعدها تضع سمكة الچنعد بيضها ويقل تواجدها وإن وجدت فتكون واضعة بيضها وهي غير مرغوبة في طعمها.
الغوص طوال السنة
ويتابع: الغوص في كل وقت لأن كل سمكة لها موسم خاص فيها، وأفضل الأسماك هي سمكة (الشقارة) تتواجد بكثرة بداية من شهر أبريل إلى شهر يونيو وسمكة الچنعد ذكرنا وقتها ومكانها، وأيضا من الأسماك الطيبة هي سمكة (السكن) وكذلك أكثر أنواع سمك الحمام وهو معروف عند الصيادين، وهناك سمك كثير طيب الطعم، فالغوص يكون طوال السنة وليس محصورا في وقت، وأحرص على سمكة الچنعد ولا أغوص إلا لها، أما في بقية الأسماك فلست حريصا عليها إلا ما ذكرت.
الدورات والمدربون المعتمدون
ويضيف: أول ما يبدأ به كل من يريد الغوص هو تعلم الغوص من خلال الدورات ووجود مدربين معتمدين، وبعدها يستفيد الغواص الحديث من القديم في كل المخاطر والمحاسن، وفي كل المشاكل وحلولها، وفي معرفة كيفية صيد كل سمكة ومعرفة سلوكها، والاهتمام بكل إجراءات الأمان وعدم التهاون فيها والإمساك عليها بقبضة من حديد.
ويقول: أكبر خطر على الغواص الحر هو (الإغماء) الذي يصيب الغواص من نقص الأكسجين وسببه هو زيادة مدة الغوص على قدرة الغواص، وتجنب هذا الخطر الذي قد يسبب الوفاة، الغوص مع غواص آخر يرتبان فيما بينهما عملية الغوص، والذي يغوص يدرك ما يحدث لزميله، ولا يغوصان في وقت واحد، لأن في هذه الحالة لا يمكن مساعدة بعضهما البعض، فالذي لا يغوص هو المسؤول عن الذي يغوص ويتبادلان الأدوار حتى ينتهوا.
التطور في العلم والممارسة
ويقول: النصيحة الأهم على الإطلاق هي أخذ دورات الغوص المطلوب، وكلما زادت دوراتك زاد علمك، وكلما زاد غوصك زادت خبرتك، فالتقدم والتطور يكون في زيادة العلم وزيادة في الممارسة، وثانيا مهما زاد علمك وخبرتك فأنت في خطر إذا ظننت أنه لا يوجد خطر عليك لأنك ذو خبرة، بل لابد أن تكون في حذر ومتتبع لكل إجراءات السلامة لتجنب أقل المخاطر، فالبحر لا يعرف كل هذه الأمور، المهم أن تحرص على نفسك ومن معك، وقبل هذا كله تسأل رب العالمين السلامة وتحرص على الأدعية والأذكار مع دعاء المكان الذي تكون فيه.
مضايقة الغواصين
وأضاف: المضايقات الأكثر تكون من الغواصين أنفسهم، فمثلا إذا كنت مع غواص لا يبالي في إجراءات السلامة في الغوص أو في السلاح نفسه، حينها أكون متوترا طوال الرحلة ولا أكون مرتاحا منه لأنه لا يهتم بإجراءات السلامة لو حدث لي شيء، أو في سلاحه خوفا منه أن يرمي وأنا أمامه، فهذا أكثر شيء يضايقني، ومن ثم يأتي الذي لا يهتم إن كان في البحر غواصون ويأتي مسرعا في قاربه ويكون قريبا منهم ولا يبالي.
ختامية
واختتم البلوشي قائلا: الذي أود التنبيه عليه ينبغي عليك الحرص على نفسك لأن هناك الكثير من هم بحاجة لك مثل أهلك وعيالك ومحبينك، فلا تهمل نفسك مهما كانت الظروف، وكن دائما ذاكرا لرب العالمين في البحر وغيره وكن حريصا على أوقات الصلاة في وقتها لأن البحر من متعته يجعلك تنسى حتى الصلاة، وأخيرا أهتم في الصيانة الدورية للمعدات كلها، وربي يكتب لكم كل خير ويكفيكم شر البحر ويسعدكم في حياتكم.