يبدو للجميع أن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد يتحرك بجهد كبير لتفادي أي إسقاطات للجهود المبذولة منذ توليه رئاسة الحكومة، والتغلب على التحديات التي تواجهها الحكومة منذ 2019، وذلك بعد التعطيل الذي كان لافتا وواضحا في دور الانعقاد الأول بسبب التجاذبات والشخصانية بين السلطتين، ما يوضح أن الحكومة وضعت أولوياتها على أجندة دور الانعقاد المقبل.
هناك ثلاثة مرتكزات لعودة الحياة إلى طبيعتها هي الحذر والحرص والاهتمام والنهوض لإعادة مسارات الحياة إلى طبيعتها، هكذا فندها سمو الشيخ صباح الخالد، هذا من جانب الرعاية الصحية.. وقد شهدت الكويت تحديا ضد انتشار الوباء، وخططا أخرى وصلنا بها إلى مرحلة الانخفاض الواضح في عدد الحالات المصابة بكوفيد-19، والإقبال على التطعيم لتستمر الحياة وتعود إلى سابق عهدها، إلا أننا نحتاج إلى تضافر الجهود أكثر بين وزارتي الصحة والتربية فيما يخص أبناءنا في خطة العودة إلى المدارس، مع العمل على الجاهزية الكاملة لكل مدرسة في البلاد.
إن أولويات المواطن تتمثل في محاربة الفساد وتطوير التعليم وزيادة الدخل والعفو الشامل، هذا الترتيب جاء عبر استفتاء قمت به شخصيا لاستطلاع الرأي على «تويتر» قبل أيام، ولعل رئيس مجلس الوزراء لم تأت وعوده لاستقطاب الشباب والاستفادة من أفكارهم الإبداعية وطاقاتهم هكذا جزافاً، إنما على الحكومة الدفع بعجلة التنمية ودعم مشاريع الشباب الكويتي على اختلافها، وزيادة مسارات الجانب الاقتصادي والاستفادة من الموارد والإمكانات الشبابية، وما شاء الله شبابنا وبناتنا في تألق مستمر في المحافل الدولية والرياضية والعلمية.
إن ما قامت به الحكومة من فتح مرافق الدولة لإعادة الحياة إلى طبيعتها هو جهد كبير وجبار، فاق إجراءات دول العالم المتقدم، لذلك فلنكن في المسارات الحياتية ما بعد الجائحة معتمدين على الخبرات المتفوقة والعقول المبدعة مع تعديل التركيبة السكانية فيما يعود على الكويت بالتنمية والازدهار.
إن مكافحة الفساد تبدأ من الداخل بالقضاء على أشكال العنف المجتمعي والاهتمام بالإعلام الكويتي والمشاريع التنموية في استغلال جزرنا وتطويرها والبدء بالعمل على قدم وساق في النهضة الشاملة الثالثة للبلاد، فقد كانت النهضة الأولى في عهد سمو الأمير الراحل الشيخ عبدالسالم الصباح، رحمه الله، والنهضة الثانية بعد الغزو العراقي الغاشم عام 1992، وهذه هي النهضة الثالثة التي نريدها ما بعد جائحة كورونا التي جاحت العباد والاقتصاد في الكويت والعالم، هي أننا نتطلع أن تتكاتف جهود الحكومة والبرلمان في دفع عجلة التنمية، وأن ما تعلنه الحكومة يكون على لائحة التنفيذ بإقرار القوانين بشكل عاجل حتى يطمئن الشعب لسير عمل السلطتين ومستقبل المواطنين.
إن شوارع الكويت ووجهها الحضاري بحاجة إلى خطط معمارية هندسية متطورة إلى جانب اعتبار منطقة المطلاع محافظة سابعة في البلاد، وما يبشر بالخير أن السلطتين بدأتا في التفكير بالمساحات غير المستفاد منها في البلاد، إلا أننا نتوجس أن تدفع الحكومة الملايين لإنشاء خدمات هذه المناطق وضمان بقائها لعشرات السنين.
إن النهوض بالكويت واجب وطني وأن المراقبة من قبل المواطن لخط سير التنمية ضروري بالإضافة إلى دوره في الحفاظ على وطننا، لذلك سيكون مشروع النهضة الثالثة ما بعد الجائحة تحت المجهر الشعبي مع إيماننا الكبير بأن قائد الإنسانية المغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، لم يختر الشيخ صباح الخالد رئيسا للوزراء إلا لنظرة بعيدة المدى لـ «كويت جديدة».
[email protected]