في لحظة ما من لحظات ركض الحصان لا تلامس قوائمه الأرض، فيصبح وكأنه طائر خرافي يسبح في الفضاء.
لحظة الطيران تلك لاحظها ستانفورد وحده ولكنه لم يكن يمتلك دليلا ماديا يثبت به صحة كلامه.
أحضر ستانفورد كادره الخاص من عشرات المصورين وأجرى عشرات التجارب، لكنها جاءت جميعها بخلاف ما توقعه، إلى أن جاء ذلك المصور الذي يؤمن بذات كلام ستانفورد وهو إدوارد مايبريدج، وفي تجربه تصويرية فريدة بدأت خيالا وإيمانا استخدم بها المصور مايبريدج اثنتي عشرة كاميرا وزعها بدقة، ومع عزل المكان الذي تجري فيه الأحصنة كانت الحقيقة.
تبينت المعلومة المبهرة وهي أن الأحصنة في لحظة معينة ترتفع قوائمها عن الأرض ولا تعود لتلامس الأرض مطلقاً، إذاً فالحصان يطير لفترات ليست بالهينة في ظروف معينة، وقد التقطت الصور ذلك، وهذا بات معروفا ومصدقا.
ولكن لماذا تمت هذه التجربة عدة مرات من مصورين محترفين، ولكنهم لم يتوصلوا إلى ذات النتيجة مع أنهم من المحترفين! لأن عملهم كان يفتقد الخطوة الأهم، تبين أن في كل ما حاولوه هناك خطوة ناقصة نعم الخطوة الناقصة التي تخفي الحقيقة عنك لنتوقف هنا ونلتفت إلى الكويت.
هذا بالضبط هو المشهد الكويتي في حكوماته المتعاقبة الذي يظهر أنهم يجرون بأقصى سرعة (حديثهم، تعابيرهم، خططهم، ندواتهم ومؤتمراتهم) ولكننا في أرض الواقع لا نجد شيئا يشعرنا بطيرانهم أو عدم ملامستهم للأرض، بل على العكس، الواقع يثبت أنهم مكانهم تماما أو يكادون ويدورون حول أنفسهم!
إذاً، هناك خطوة ناقصة تحوي مشهدا محذوفا يعرفه المصور المؤمن بذات القضية الإصلاحية نحتاج حيناها إلى إعادة التجربة مع مصور يملك نفس الإيمان لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الذي نظنه يطمح للإصلاح والإنجاز وستكون النتيجة الحتمية ومع ضبط الظروف والعوامل حينها سنرى الأثر، وينطلق الحصان ويطير ولن يلامس الأرض.