جيلي هو الذي فتح عينيه على الكويت الجميلة الرائعة وجيل الترويح السياحي الذي كان يؤسس لمنظومة سياحية وبتوجيهات مباشرة من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الذي كان، رحمه الله، يتابع مع أخيه وولي عهده سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، طيب الله ثراهما، إنجاز المشاريع وقبلها اختيار الشخصيات ذات الصلة بالعمل السياحي كالمغفور له بإذن الله رائد صالح شهاب والكثير من أبناء وبنات الكويت.
وحينها استمتعنا ببرنامج يوم الأحمدي الرياضي ومراكز الشباب والحدائق العامة ورحلات فيلكا والكثير من الأماكن السياحية التي كانت قبلة لكل من يزور الكويت من دول الخليج وغيرها، وتوجت هذه المشروعات السياحية في عام 1984 بافتتاح المدينة الترفيهية، والواجهة البحرية عام 1988.
وكنا على موعد بأن نكون الدولة الأولى خليجياً في ذلك الوقت بتنوع الأماكن الترفيهية، ولكن من دون مقدمات أصبحت الكويت بلا أماكن ترفيه أو واجهات سياحية، فأغلقت المدينة الترفيهية عام 2015 للترميم ولم تفتح إلى الآن، وأغلقت حديقة الشعب عام 2017، ولا أعلم سببا منطقيا لإغلاق هذه المنشآت إلا «قلة دبرة» وعدم الاهتمام بهذه الأماكن السياحية فهل يعقل أن تكون دولة بجميع مناطقها بلا مدن ترفيهية للأطفال ولأولياء الأمور للخروج من ضغوط الحياة اليومية؟!
إن إغلاق الأماكن الترفيهية في الكويت يعتبر جريمة في حق الأبناء، وكأن هذا الأمر منسي لا يتحدث عنه أحد من النواب ولا يعنيهم، فهذا الإغلاق يدخل الأبناء في خانة العقد النفسية، فلا تملك كل الأسر المبالغ المالية ليذهبوا بأبنائهم إلى المجمعات التجارية والألعاب الإلكترونية المكلفة ماديا، ولا يحتمل أولياء الأمور الأخطاء الحكومية.
أدعو الإخوة النواب إلى التحرك السريع للضغط على الحكومة لإعادة افتتاح المدينة الترفيهية، وإعادة دراسة الحالة الرائعة التي كانت على أعلى مستوى في الدولة وإعطاء المسؤولين الحرية في العمل السياحي المنضبط أخلاقيا والذي تميزت فيه الكويت، نعم لم يكن يملك الكثير من الموارد الموجودة حاليا، ولكنه كان يملك الروح الحقيقية لحب الكويت والنهوض بها.
إن إعادة بناء الأماكن والمدن الترفيهية واجب وطني كبناء المؤسسات الخدمية المختلفة، ومن الخطأ إغلاقها كلها في وقت واحد، وعلى الحكومة أن تتدارك هذا الأمر وترجع الكويت مرة أخرى درة للخليج.
[email protected]