لم تعد القهوة مجرد مشروب، بل أصبحت صلة الوصل بين أفراد المجتمع بغض النظر عن طبيعة علاقتهم ببعضهم البعض.
القهوة ثقافة يشترك فيها العالم أجمع، لكن تختلف طريقة التعامل معها من مجتمع إلى آخر.
تعد القهوة المشروب الأكثر شعبية في العالم، ويستهلك يوميا قرابة 3 مليارات كوب من القهوة في شتى أنحاء العالم، ويتناولها الناس في المنازل وفي المقاهي التقليدية والفنادق والمطاعم، كما يرتشفونها في القطارات والطائرات، وقد أصبح احتساء القهوة ظاهرة تترافق مع الحداثة.
لماذا يأتي أجود أنواع البن من المرتفعات الشاهقة؟
تعتبر اليمن أول بلد قام بزراعة وتصدير البن إلى العالم، حيث كان البن ومازال يزرع في مرتفعات السروات اليمنية، وتحديدا في مناطق شاهقة مثل حراز وعتمة وآنس وغيرها من المناطق الجبلية التي يصل ارتفاعها إلى أكثر من 3200 متر عن سطح البحر.
كما ساعد المناخ الرطب والبارد في مرتفعات الإنديز الكولومبية على خلق ظروف مثالية لإنتاج قهوة أرابيكا المميزة، وبهذا أصبحت كولومبيا تشتهر بإنتاج بعض من أجود أنواع البن في العالم.
يزرع أفخر أنواع البن الكولومبي في مرتفعات الإنديز الشاهقة، وتحديدا في مقاطعة كالداس الجبلية غرب العاصمة بوغوتا، والتي تقع على ارتفاع 5900 قدم فوق مستوى سطح البحر، وهي المنطقة ذاتها التي تأتي منها قهوة ماستر أوريجين الشهيرة.
المؤسسة العالمية للبن (ICO)
تأسست عام 1963 عندما دخلت الاتفاقية الدولية الأولى للبن حيز التنفيذ في عام 1962 لمدة خمس سنوات، واستمرت في العمل بموجب اتفاقيات متتالية تم التفاوض بشأنها منذ ذلك الحين.
وتشمل هذه الاتفاقية الفترة من 1968 الى 2011. ويجتمع المؤتمر العالمي للبن كل أربع إلى خمس سنوات بهدف المساهمة في تعزيز أهداف الاتفاقية.
أبرز الدول المصدرة للقهوة في العالم
البرازيل، فيتنام، كولومبيا، إندونيسيا، إثيوبيا، الهند، المكسيك، غواتيمالا، بيرو، هندوراس. وقد بلغت قيمة صناعة تصدير حبوب القهوة نحو 20 مليار دولار في عام 2011، لتكون بذلك القهوة ثاني أكثر السلع تصديرا في العالم بعد النفط.
التغيرات المناخية وآثارها
نظرا لأن أزمة المناخ تسبب فوضى في أنماط درجات الحرارة وهطول الأمطار في جميع أنحاء العالم، فإن أحد المحاصيل العديدة المهددة هو البن النفيس للبشرية.
تعتبر أشجار البن شديدة الحساسية للتقلبات المناخية والطقس غير المعتاد وعلى رأسها موجات الصقيع التي قد تضرب منطقة الإنتاج، وهو الأمر الذي قد يتسبب في أضرار جسيمة وتعرقل عملية الإنتاج، وهذا ما تعاني منه البرازيل حاليا، أكبر منتج للبن في العالم.
كل هذه التقلبات أفضت إلى ارتفاع أسعار البن، والتي وصلت إلى أعلى مستوياتها في ست سنوات بالأسواق العالمية، كما أنها ستتسبب في انخفاض محصول العام المقبل.
عزيزي القارئ في النهاية، ومع مرور الوقت، يبدو أنك قد تذهب إلى المقهى المفضل لديك، أو المتجر لشراء عبوة من القهوة التي تحبها، لكن الجودة لن تكون هي نفسها التي اعتدتها سابقا، ستتأثر الأسعار مستقبلا، وسيكون من الصعب في بعض الأحيان الحصول على فنجان قهوة ساحرة.
[email protected]