ليس هذا أمرا، ولكنه رجاء، أرجو فيه من بني وطني أن يكونوا على علم بكافة ما يتصل بتاريخ الكويت من جميع جوانبه، فإن من حب الوطن أن يعرف المواطن كل شيء عن وطنه، على أن تكون معارفه عنه دقيقة ومؤكدة.
وهذا الذي أتحدث عنه هنا يعد جانبا من الجوانب المهمة في تاريخنا، وفي جغرافية بلادنا.
فقد أشرت في مقال سابق إلى ضرورة الاهتمام باللهجة الكويتية، وبينت صلتها باللغة الفصحى مما يدعو إلى مزيد من الاهتمام بها.
ومر حديثي عن تاريخ الكويت وعن عدد من أبنائها البارزين ذكرتهم في سلسلة مقالات تحت عنوان: من أهلها وفي سلسلة أخرى تحت عنوان: رجال لا ينساهم الوطن، ولو أتيحت الظروف الملائمة لما تركت أحدا من أبناء وطني المخلصين دون إحياء ذكراهم، والتنويه بأعمالهم.
وآن الأوان لكي أبدأ حديثا عن الأماكن عندنا.
إنه لما كانت الكويت جزءا من جزيرة العرب، فلابد وأن يكون لها - أو لبعض الأماكن فيها - ذكر في تاريخهم، وفي شعر شعرائهم.
لقد كان الشعراء - قديما - بمنزلة وسائل الإعلام لقبائلهم، يذكرون رجال تلك القبائل في أشعارهم كلما جاءت مناسبة، كما يفخرون بهم، ويبدون اعتزازهم بالانتماء إليهم.
وعن طريق ذلك تذكر الأماكن التي كانت تلك القبائل تسكنها، ونحن في تتبعنا لأخبار العرب وأشعارهم في جزيرتهم فإننا سوف نجد - بالتأكيد - ما يتعلق ببعض الأماكن الكويتية التي كان لها ذكر قديم، وذلك من جوانب مختلفة، وهي كما يلي:
- هناك أماكن محدودة بأسمائها ومواقعها، يعرف الذين كانوا يمرون بها أو يعيشون على ثراها.
- وهناك أماكن عندنا لم نحصل على معلومات قديمة كافية عنها، ولكن أسماءها مشابهة لأسماء أماكن أخرى تقع في جهات مختلفة من جزيرة العرب. وفي هذا دلالة على قدم الاسم المعروف عندنا، وهذا ما سوف نمثل له فيما بعد.
- وجود أماكن زالت أسماؤها القديمة، ولكننا نستطيع الاستدلال عليها بوسائل مختلفة. أهمها الوصف اللغوي للاسم، ومقارنة ذلك بما ورد عنه من معلومات تاريخية.
وإضافة إلى ذلك فإن مما يشار إليه أننا قد وجدنا أسماء محلية قديمة كانت تطلق على بعض الأماكن الكويتية، ثم شاهدنا هذه الأسماء وهي تمحى من ذاكرة الناس بقرارات عشوائية، يتسبب بها أناس لا يعرفون قيمة اسم أي مكان من الناحية التاريخية، ولا يدركون مدى اهتمام العالم من حولنا بأمر تثبيت الأسماء الجغرافية، لارتباط هذه الأسماء بتاريخ كل بلد تكون هذه الأماكن من ضمنه.
وفي إيجاز شديد نذكر هنا ما يمثل الأنشطة الدولية لكل بلد فيما يتعلق بأسماء مواقعه وطرقه وشوارعه، لأن كل ذلك له ارتباط بالتاريخ، وإذا ضاع الاسم ضاع ما وراءه من معلومات تدل عليه.
ولقد تداركت البلدان المختلفة ذلك، فكانت الدول الأوروبية تعنى عناية قصوى بتثبيت أسماء الأماكن والشوارع لديها، بل وكانت تشير إلى من كان يعيش في بعض الشوارع من المشاهير كالعلماء والأدباء والفلاسفة والفنانين وغيرهم.
ثم بعد فترة استقر رأي عدد من تلك الدول على إقامة ندوة عالمية حول هذا الأمر، فتم ذلك، وبناء على ما جرى في هذه الندوة من بحوث فقد رأى الحاضرون أن من الضرورة تكوين هيئة شبه دولية، يتم من خلالها تبادل الآراء حول الموضوعات ذات الصلة بالموضوع الذي نتحدث عنه، وقد تم ذلك - فيما بعد - وجرت اجتماعات شاركت فيها الكويت بوفد من دائرة البلدية. وأصبحنا ملزمين بالقرارات التي تصدر نتيجة للأبحاث الممهدة للمؤتمر. ولذا، فإن من الواجب أن نكون حريصين على الالتزام بذلك.
وعلامة هذا الالتزام لا تكون إلا بالحرص على تثبيت أسماء الأماكن والنواحي والشوارع، خاصة ما هو قديم منها، ما يدل على قدمه ما وجد عنه في كتابات قديمة أو ذكريات شعبية مألوفة.
علما أن الالتزام بهذا الأمر ما هو إلا دليل على حب الوطن، وعلى الرغبة في بقاء كل ما يتعلق به في الأذهان.
وبعد الإيضاح الذي تقدم، فإننا سوف نستعرض هنا شيئا مما ينبغي أن يقال عن الأنواع السابق ذكرها:
1 - أماكن معروفة حاليا، ولها ذكر قديم في معاجم البلدان وفي أشعار العرب، ومنها:
- الجهراء: وهي أصلا قرية كويتية قديمة تقع في غربي العاصمة بها زراعة، ومياه غزيرة تستخرج من آبار تسقي المزارع المقامة هناك، وهي مياه غير سائغة للشرب، ولم يتكرر ذكر الجهراء في الكتب القديمة، غير أنني وجدت بيتا من الشعر القديم قاله الشاعر عبدالله المرداسي في مطلع قصيدة طويلة له، وهذا البيت هو:
هل تعرف الدار بالجهراء قاويةً
بين البحار وبين الهُضب ذي الحمم
فهذا الوصف يشير إلى الجهراء التي نعرفها اليوم، فهي قاوية (أي بارزة) يراها من يقف فوق المطلاع (الهضب) فيميزها جيدا وهي في الوقت نفسه قريبة من البحر الذي تلتصق به كاظمة اليوم.
- كاظمة: هي الآن أرض شبه خالية من المباني، وكان لها تاريخ قديم، وذكر آخر في تاريخ الكويت الحديث، وقد ورد اسمها في كتب التاريخ والأدب، ومعاجم البلدان، وورد في الشعر العربي كثيرا.
موقعها عند النهاية الغربية لجون الكويت، في مقابل الجهراء باتجاه الغرب، وكانت كاظمة تزار في موسم الربيع، وفيها على مدار السنة مصائد للأسماك، وقد نصبت على ساحلها، ومنها ينقل الصيد لكي يباع.
ويمكننا إيجاز بعض تاريخها بما يلي:
أ - بها جرت معركة «ذات السلاسل» بقيادة الصحابي الجليل خالد بن الوليد، فانتصر فيها على الفرس، وبدأ الإسلام بعدها في الدخول إلى مناطق في خارج جزيرة العرب.
ب - كانت سكنا لعدد من القبائل العربية، منها قبيلة بكر بن وائل، ثم قبيلة تميم، وبالقرب منها قبيلة بني شيبان.
ج - كانت على ممر السالكين من العراق إلى مكة المكرمة أو ما حولها، وذلك في العصر الإسلامي.
وقد كان ممن مر بها عبدالله بن عباس رضي الله عنه الذي كان حادي إبله يحدو عند مروره بقوله:
صبحن من كاظمة القصر الخرب
مع ابن عباس بن عبد المطلب
د - واجه الشيخ مبارك الصباح (1896م-1915م)، أطماع الدول بكاظمة لأن موقعها كان مناسبا لخط السكة الجديد التي كانت تمتد من ألمانيا عبر تركيا مرورا بالعراق، فأرادت ألمانيا (وهي صاحبة المشروع) أن تمد الخط بحيث يطل على الخليج العربي، ولكن الشيخ لم يسمح لها بذلك.
وقد حاولت بريطانيا - فيما بعد - الاستفادة من هذا الموقع الفريد فقابلها الشيخ بالرفض كما فعل مع غيرها.
أما في الحرب العالمية الأولى فقد ذكر عنها القنصل البريطاني الأسبق في الكويت هارولد ديكسون في كتابه الصادر في سنة 1956م تحت عنوان: الكويت وجاراتها، فقال:
«في خلال الحرب العالمية الأولى كانت تزور مرسى كاظمة مستشفيات عائمة تنقل جرحى الحرب من سفن صغيرة تستطيع عبور شط العرب وكانت هذه المستشفيات العائمة تقوم بنقل الجرحى - بدورها - إلى الهند».
- غربي الجهراء: نجد في هذا الاتجاه بضعة أماكن تعرف أسماؤها إلى يومنا هذا، ولها ذكر قديم له ما يدل عليه.
وهذه الأماكن هي:
أ - السادة: وكان يطلق على هذا المكان اسم: السيدان، جاء ذكره في الشعر العربي، وحدثت فيه أحداث لبعض العرب القدماء، وكان الشاعر الفرزدق وأهله من أكثر الناس ترددا عليه، خاصة في أوقات الربيع، تبعد السادة عن العاصمة مسافة 25 كيلومترا، وهي غربي خط الطول o25،47o جنوبي خط العرض o13،29o.
ب - الفريدة، وكانت تعرف باسم: فردة، وممن ذكرها من الشعراء القدامي الشاعر الراعي النميري بقوله:
عجبت من السارين والريح قرة
إلى ضوء نار بين فردة والرحا
ويبعد موقع الفريدة عن العاصمة مسافة 51 كيلومترا، وهي على خط الطول 30o،o47 شمال خط العرض 15o،29o.
ج - الرحية، وهي الرحا الوارد ذكرها في البيت المذكور في موضع الفريدة (فردة)، والرحية معروفة جدا في يومنا هذا، وهي قريبة من فردة بما لا يدعو إلى ذكر أبعادها.
د - الشقايا: وهي في غربي الجهراء ولكنها أبعد من المواقع التي ذكرناها، فإن المسافة بينها وبين العاصمة 127 كيلومترا، وهي غربي خط الطول 47o،46o، جنوبي خط العرض 14o،29o.
تحتوي الشقايا على آبار مياه غزيرة، تكاد تكون قريبة من السالمي حيث المركز الحدودي المعروف، ولقد كان اسم هذا المكان في الماضي: الشجي، ولهذا المكان حكاية قديمة مهمة لا مجال لروايتها هنا لضيق المجال، ولكنها واردة في كتابي: «السيدان: قبس من ماضي الكويت».
- شمالي الجهراء: بعد المرور بمرتفعات المطلاع تأتي عدة أماكن لها ذكر قديم وهي:
أ - حومة: وكان هذا المكان يسمى الحومان، جاء ذكره في قصيدة للشاعر ذي الرمة حين وصف الطريق من اليمامة إلى كاظمة التي أتى إليها من الطريق الأعلى.
وعندما صار أمامها هبط من مرتفعات جال الزور عليها وهو يقول:
تزاورن عن قران عمدا ومن به
من الناس وازورت سراهن عن حجر
فأصبحن بالحومان يجعلن وجهه
لأعناقهن الجدي أو مطلع النسر
ثم يقول:
فأصبحن يجعلن الكواظم يمنة
وقد قلقت أجوازهن من الضفر
(قلقت ولم تستقر الحبال المظفورة من الجلد الموضوعة حول أجسادهن، وذلك بسبب هزالهن).
تقع حومة على خط الطول 11o،47o، وخط العرض 37o،29o.
ب - اللياح: وهذه منطقة واسعة ممتدة على شكل قوس تبدأ من منتصف طريق العبدلي في شمال الكويت مائلة إلى الجنوب الغربي، بموازات مستنقع يجتمع فيه ماء المطر اسمه: خبرة اللياح. والخبرة واللياح يقعان شرقي خط الطول 19o،47o، شمالي خط العرض 35o،29o.
ج - الأديرع: وهو موضع صحراوي، فيه موقع حراسة أمنية، في شرقي خط الطول 19o،47o، شمالي خط العرض 31o،29o، وهناك أسماء مشابهة لاسم هذا الموقع هي: أديرع الحصن، وأديرع الحمض، وأديرع الخلة.
وقد ورد ذكر الأديرع واللياح معا في شعر نهشل بن حري التميمي ضمن قصيدة له، هذا هو أحد أبياتها:
ولم نحموا على نعم ابن سؤر
صوام إلى أديرع فاللياح
د - وأبعد من هذه المواقع إلى الشمال موقع الرتقة، وقد كان موقعا صحراويا هادئا، ولكنه الآن يعج بالحركة فقد صارت فيه بعض أعمال النفط ومبنى إداري ملائم لحجم الأعمال، وكان اسم الرتقة فيما مضى هو: الرنقاء، وهو من ديار بني تميم القديمة، وقد جاء ذكرها في قصيدة للشاعر شبيب بن البرصاء، يقول:
فإن تك هند جنة حيل دونها
فقد يعزف اليأس الفتى فيعيج
إذا احتلت الرنقاء هند مقيمة
وقد حال دوني من دمشق بروج
يقول:
قد يصرف اليأس الفني فينتفع بانصرافه عن الشيء، ثم يقارن بين مقامه في دمشق ومقام هند في الرنقاء.
- شرقي الجهراء: وكنا تحدثنا عن كاظمة وهي من الأماكن الواقعة في شرقي الجهراء، ولكننا الآن نتحدث عن موقع آخر هو: الصبية.
وهي موقع معروف اليوم، أمامه خور الصبية الفاصل بين اليابسة وجزيرة بوبيان، وكان هذا الموقع مركزا لنقل الرمال إلى مدينة عبادان بإيران لصالح أعمال النفط هناك، وبه بعض الأشجار والمباني القديمة، وقد وجدت فيه آثار دلت على أن هذا الموقع كان معروفا في الزمن القديم.
تبعد الصبيبة عن العاصمة مسافة 115 كيلومترا، وهي الآن تحت التطوير بإنشاء بعض المؤسسات الصناعية هناك، إضافة إلى وجود خطط أخرى للإسكان المرتقب. والموقع معروف لدى أبناء الكويت جميعا لأن اسمه صار يتردد دائما بما يجري فيه من أعمال تنموية.
أما سبب تسميته بهذا الاسم فمن الواضح أنه قد استمد اسمه من محل مقارب له هو: صبيب، وصبيب موقع قديم ولكنه معروف إلى هذا اليوم، ومذكور على خريطة الكويت.
وقد حاول أحدهم أن يلصق بالصبية سببا آخر لاسمها ولكنه لم يوفق، ولو اطلع على الخريطة لعرف السبب في إطلاقه وصبيب الذي مر ذكره موصوف بأنه في شمالي شرقي البلاد يطل على خور الصبية، وله ذكر في الشعر العربي، ومنه قول الشاعر القديم المثقب العبدي في قصيدة له:
لمن ظعن تطالع من صبيب
فما خرجت من الوادي لحين
وقد كان هذا الشاعر من أبناء منطقتنا هذه التي تعيش فيها، وكان يعرف أماكنها والطرق المؤدبة إلى تلك الأماكن، وليس ظنا أن الصبية اكتسبت اسمها من صبيب، وهو اسم معروف منذ زمن الجاهلية، وإنما الظن هو اختيار سبب آخر بعيد عن الاحتمال.
- في جنوبي الكويت، وأشهر ما في هذه الجهة:
أ - برقان: وهو الموقع النفطي الشهير، المذكور في تاريخ العرب، بهذا الاسم الذي لم يتغير، وهو في جنوبي مدينة الأحمدي على بعد 66 كيلومترا من العاصمة، غربي خط الطول 56o،47o، جنوبي خط العرض 28.55 o.
ب - الطويل: وهو موقع في نواحي برقان ذكره ياقوت الحموي في كتابه: معجم البلدان، وكان يعرف باسم طواله وقد ورد فيه شعر، يبعد مسافة 66 كيلومترا عن العاصمة.
ج - وارة: ويطلق عليه أحيانا جبل وارة، وهو معروف منذ زمن قديم، وله ذكر في تاريخ العرب. وكان اسمه أوارة، بألف في أوله، وهو من الأماكن الخاضعة لشركة نفط الكويت مثله في ذلك مثل برقان وماجاروهما.
تبعد وارة عن العاصمة مسافة 57 كيلومترا، غربي خط الطول 2o،48o، جنوبي خط العرض 58o، 28o.
- عدان: ويمثل شريطا طويلا يضم عددا من الأماكن وينتهي عند الحدود الجنوبية للكويت. وهو بامتداده ينقسم إلى قسمين أحدهما بحري قريب من البحر، والثاني صحراوي إلى جانب القسم الأول، وقد كان القسم البحري مشهورا بأنه يضم في الماضي مغاصات لصيد اللؤلؤ، وله شهرة كبيرة في هذا المجال.
وفي الجانب الصحراوي منه نرى هذه الأماكن:
أ - ملح: وهو موقع يخلو من السكان إلى الغرب من المقوع في طريق الأحمدي القديم، وقد ورد ذكره في شعر جرير بن عطية حين قال:
يا أيها الراكب المزجي على عجل
بلغ تحيتنا لقيت حملانا
تهدي السلام لأهل الغور من ملح
هيهات من ملح بالغور مهدانا
ثم يأتي في الجانب الجنوبي الأعلى موقعان مشهوران هما:
أ - الوفرة: وهي موقع في آخر الجنوب يتكون من قسمين أحدهما قسم للسكن، والآخر للزراعة، والاسم القديم لهذا الموقع هو: الوفراء، وذلك وفق ما ورد في الكتب القديمة، وردده شعراء العرب ومن هؤلاء الشاعر الأعشى. ولكن الاسم في وقتنا هذا مستقر على ألسنة الناس وفي كتاباتهم على: الوفرة.
وهي تبعد عن العاصمة مسافة 111 كيلومترا.
ب - تياس: وهذا موقع خال من السكان إلى الجنوب من العدان البري، جاء ذكره قديما في خبر وفاة الصحابي الجليل العلاء بن الحضرمي، ودفنه فيه، واسم هذا الموقع في الخريطة التي انجزتها بلدية الكويت هو: اللتياس.
ج. الضباعية: وهذا هو الموقع البحري المعروف قديما من أجزاء العدان البحري، وهو في جنوبي الكويت، يتخذ اليوم منتجعا سياحيا، وكان اسمه القديم هو: ضباع، وقد جاء في كتاب معجم ما استعجم للبكري أنه من بلاد بني ضبيعة، ولعل اسمه اليوم وهو: الضباعية من بقايا ذلك التاريخ.
***
كان هذا الذي تقدم تذكيرا لنا بأسماء الأماكن الكويتية التي ذكرت في التاريخ العربي، وفي الشعر العربي أيضا. وكان لابد أن نشير إلى هذه الأصول لأنها تدل على الصلة الدالة على الانتماء العربي للكويت.
وإن كان هذا الانتماء لا يحتاج إلى دليل لأن الكويت - أصلا - جزء من جزيرة العرب التي أخذت اسمها هذا بسبب سكانها العرب، الذين كانت قبائلهم تنتشر في أرجائها، ولقد كانت كتب التاريخ العربي تذكر ذلك، وتضع أمام أعيننا عددا من أسماء القبائل التي عاشت هنا، وكان منها قبيلتا بكر بن وائل وتميم، وقبائل أخرى لا تزال قائمة بالفروع التي تفرعت منها. ولا تزال هذه الفروع تذكر أصولها وتفخر باتصالها بها.
ومما مر بنا في هذا المقال، وفي مقالات سابقة كان حرصنا واضحا على الإشارة إلى ذلك، وهذا كان من عدة نواح منها اللهجة وارتباطها باللغة العربية الفصحى، والأسماء الكويتية وأصولها، وأخيرا أسماء الأماكن التي لا تزال محتفظة بالذكر القديم الذي عاش العرب وهم يطلقونه على أماكن معيشتهم.
هذا ومن أراد المزيد من المعلومات عن هذا الذي ذكرته هنا، فإن من الممكن الإطلاع على أي واحد من مؤلفاتي التالية:
1 - الأزمنة والأمكنة.
2 - كاظمة في الأدب والتاريخ.
3 - العدان بين شاطئ الكويت وصحرائها.
4 - أوارة لمحة من تاريخ الكويت.
5 - السيدان قبس من ماضي الكويت.
6 - الكويت، الأماكن والمعالم.
7 - مشاهد ومواقع على ساحل جون الكويت الجنوبي.
وفي هذا الكفاية.
&cropxunits=450&cropyunits=310)
&cropxunits=450&cropyunits=338)