قلما يجتمع الناس على حب شخص ما والثناء عليه دون تردد، القبول في الأرض وفي قلوب الناس نعمة من رب العزة لبعض البشر الذين يحبهم الناس لحسن الأخلاق وطيب الفعال حتى صار الذكر الطيب تزكية لهم في وجودهم وغيابهم، إنها معادن الرجال النفيسة التي تظهر على المحيا، ليست رياء ولا سمعة، لكنها طيبة الفعال على السجية، على البساطة، والتي تترك الأثر الطيب في النفس والقلب، فيذكر صاحبها بالخير في حضوره وغيابه، وتذكروا ان محبة الناس على السجية غالية، لا تشترى بالمال ولا تباع.
ولقد فجعنا منذ يومين بوفاة الشيخ الطيب عبداللطيف الشمري، حمامة المسجد الذي كان يسابق المصلين على الصف الأول في كل صلاة، ولا يسبقونه، شيبة الحمد، ذو الأخلاق العالية، رجل كان محل احترام وتقدير من الجميع، كبيرهم وصغيرهم، يذكر بالخير على كل لسان، يعرف جميع المصلين في الجامع ويعرفونه بل وأهل الحي والمنطقة أيضا، لا يذكر إلا بالخير في كل مجلس، شيخنا عبداللطيف الشمري الذي وصل في قلوب الناس إلى مرتبة عالية بحسن الخلق وجمال السيرة ما لم يبلغه الكثيرون، نعمة الله على عباده الصالحين، أهكذا يكون القبول في الأرض؟ لا أعلم، ربما.
أي سر بينك وبين ربك يا رجل؟! كل هذا الحب من الأهل والأصدقاء والخلان؟! كل هذا الحزن لفراقك؟! تتركنا وتمضي إلى دار حق يا شيخ عبداللطيف وفي القلب ألم وغصة، من يواسينا ويمسح دموع محبيك؟! لكننا نحزن ولا نقول ما يغضب الله، وعزائي هو تلك المحبة الخالصة لك المتجردة من المصالح، وتلك الذكرى الطيبة التي تركتها من وراءك يا شيخ، وأناس عرفوك وأحبوك يدعون لك بالمغفرة، هنيئا لك تلك المكانة في القلوب الصافية، هي سنة الرب على جميع الخلق ولا راد لقضائه سبحانه كتب الموت على جميع خلقه، عظم الله أجركم في الراحل عبداللطيف الشمري، ربي يغفر لك ويرحمك ويجعل ذكرك في عليين ويجبر قلوب محبيك، آسف على الإطالة، وفي الختام سلام.