ولد راشد عبدالله الفرحان عام 1875م في فريج الفرج من أسرة كانت تعيش في نجد بالمملكة العربية السعودية، وقد جاء والده الى الكويت في نهاية القرن التاسع عشر واستقر بها.
بدأ حياته في تجارة الماء والحطب ثم عمل مع أخيه في الغوص بعدها تحول الى مهنة الطواشة واتسعت تجارته فكان يسافر الى البحرين والهند بما يحمله من لؤلؤ.
قدم خدمات جليلة لوطنه مما جعله يتبوأ مكانا رفيعا بين الناس. تلقى العلم وأحب العلماء وحرص على مرافقتهم.
فأنشأ مدرسة الرشاد وكان كريما محسنا الى الفقراء والمساكين، حيث قام ببناء 40 بيتا في حي دروازة عبدالرزاق ووزعها على المحتاجين والفقراء لإيوائهم فستر العورة وآوى اليتيم ووفر السكينة لمن لا مأوى له.
كان كثير الأسفار وكلما سافر في رحلة تجارية جلب معه أقمشة وأحذية يوزعها على العائلات الفقيرة مبتدئا بأقاربه وجيرانه.
خصص راشد الفرحان، رحمه الله، سفينة تسمى (شوعي) لجلب الماء والخضراوات والتمور من «الفاو» وكان يقوم بتوزيع جزء منها على الفقراء والمساكين وقد خصص جزءا كبيرا من أرباح تجارته للصدقات ويقوم بتسليمها الى أئمة المساجد ليتولوا توزيعها على المحتاجين وكان يخص العالم عبدالله الخلف بالجزء الأكبر منها لكثرة المترددين عليه من الفقراء والمساكين.
تعود المحسن راشد الفرحان في كل عام ان يقدم العون للراغبين في أداء فريضة الحج بطريق البحر، كما دأب على تقديم العون لكل عابر سبيل، وكان يحمل معه كلما سافر الى الهند الشباب الراغبين في السفر سعيا للرزق ويقدم لهم طيلة الرحلة كل ما يحتاجونه من طعام وشراب وكان يحرص على حل مشاكلهم.
أوصى الفرحان بوصية تنفذ بعد وفاته تضمنت إعتاق العبيد الذين ملكتهم يمينه من نساء ورجال، وقد قام الورثة بتنفيذ الوصية إلا ان هؤلاء رفضوا العتق مفضلين ان يظلوا في حمايته وحماية ورثته وأن يظلوا في مساكنهم التي وهبها لهم.
بعد حياة حافلة بأعمال الخير والبر والإحسان توفي راشد الفرحان عام 1920 رحمه الله.
المصدر (كتاب محسنون من بلدي إصدار بيت الزكاة)