يتحصّن بعض نواب الأمة بالحصانة النيابية عند استدعاء النيابة العامة لأحدهم للتحقيق في قضية تتعلق بالأمن وتجاوز مواد الدستور، نص الدستور بالمادة 29 على «أن الناس سواسية في الكرامة الإنسانية وهم متساوون لدى القانون والحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين».
من الواضح في النص الدستوري أن الناس متساوون لدى القانون والحقوق ومما يؤسف له أن قانون الحصانة النيابية يتضارب مع نص الدستور لأن الحصانة النيابية تحمي النائب عند استدعائه لدى النيابة العامة وعدم التحقيق معه لمخالفة قانونية كان من المفروض أن يعدل هذا البند لتضاربه مع نص الدستور الذي ينادي بتساوى الناس أمام القانون إلا أن نواب الأمة لم يحرصوا على تعديل هذا البند لحماية أنفسهم من أي نص دستوري وأن هذا لا يتماشى مع نص المادة 29.
إن كان نواب الأمة حقا يريدون تطبيق الدستور فلابد أن يعملوا على إزالة كل ما يخالف بعيدا عن الحصانة النيابية، فمثلا إن حدث خلاف بين مواطن ونائب، ووصل الأمر إلى القضاء فإن النائب يتمسك بالحصانة بينما يتم التحقيق مع المواطن.
لقد آن الأوان لأن يتبنى نواب الأمة مشاريع قوانين تساوي بين المواطنين أمام القضاء.. وهناك أيضا أمور تتعلق بجلسات مجلس الأمة فلابد من سن قوانين لمنع محاولات البعض الذين يريدون إثارة الفوضى في الجلسة لفرض آرائهم عند الأخذ بعين الاعتبار التصويت الديموقراطي، لقد شاهدنا في الجلسات السابقة محاولات البعض لمنع استكمال جلسات المجلس، ومثل هذه الممارسات لابد أن يوضع لها حد بوضع قوانين لا تسمح بإثارة الفوضى وطرد من يحاول ذلك إلى خارج الجلسة هذا كما يحدث في العديد من مجالس الأمة في دول ديموقراطية وأكثر حرصا على إنجاز المشاريع التنموية، فهناك الكثير من الأمور بحاجة إلى سرعة إنجازها، لتحقيق المزيد من المشاريع لصالح المواطنين والوطن، لابد أن يهتم نواب الأمة بقضايا أكثر إلحاحا لأن تعطى مزيدا من الاهتمام من قبل نواب الشعب.
ما زلنا نعاني من قضية الاستعداد للسنة الدراسية وتشجيع أبنائنا لأن يقبلوا على الدراسة بنفسية مرتاحة كما أننا نعاني عند التفكير في مشاريع تتيح الفرصة للأجيال القادمة بحياة أفضل والقضاء تماما على البطالة.. إن هذه المواضيع تتعلق بمستقبل أبنائنا فدعونا نهتم ونخصص جلسات المجلس لبحث مثل هذه القضايا.. حتى نتمكن من مواصلة مسيرة التنمية والصلاح.
كلمة للمغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه: «من الوعي والحكمة والعقل أن نتبصر حول المستفيد الأكبر من تعريض البلاد للفوضى والقلاقل ونتساءل أين تصب نتائج هذه الفوضى في المحصلة النهائية».
والله الموفق.