أكدت خبيرة علم الحشرات والأستاذة المساعدة في «التطبيقي» د.جنان الحربي ان الحمير تواجه انقراضا في التعداد مع ارتفاع الطلب على الدواء الصيني ومستحضرات التجميل والعناية.
وقالت: تتم تجارة الحمير بشكل رئيسي في الدول الأفريقية وآسيا وأميركا الجنوبية، حيث تتم سرقة هذه الحيوانات في ظروف مروعة، ثم يتم نقلها في رحلات الى المسالخ، حيث تقتل بقسوة من أجل الحصول على جلدها.
ويموت ما يقارب 20% منها أثناء النقل بسبب التجويع والتعذيب.
وأضافت: خلال السنوات الأخيرة، تصاعد الطلب العالمي على منتجات الحمير بسرعة كبيرة، مع اهتمام خاص بالمنتجات من جلد الحمار مما أدى الى انخفاض ملحوظ في تعداد الحمير.
وقد توسعت تجارة جلد الحمار بصورة سريعة بسبب الطلب الكبير على مادة «الايجياو» وهي مزيج من الأعشاب والجيلاتين المستخلصة من جلد الحمار بعد غليه، حيث يبلغ سعر الكيلوغرام من الايجياو ما يقارب 99 دينارا، وتستخدم كعلاج تقليدي صيني في حالات فقر الدم والسعال الجاف والقضاء على الالتهابات البكتيرية.
ولهذه المادة ايضا خصائص مضادة للشيخوخة، وتساهم في انخفاض أمراض الأعضاء التناسلية لدى النساء.
وأشارت د.جنان الحربي الى ان الصين تعد من الدول الرئيسية المصنعة للايجياو ونتيجة لذلك ينخفض عدد الحمير في الصين سنويا بما يعادل المليون ونصف المليون، كما أفادت التقارير، وتبعا لذلك قفزت أسعار الحمير بشكل كبير بسبب التجارة غير المشروعة، وتعتبر الصين هي المستورد الرئيسي من البرازيل ومنغوليا وأفغانستان والعديد من البلدان في أنحاء افريقيا بما في ذلك مصر وجنوب افريقيا وتنزانيا وأيضا أميركا وكولومبيا.
ولفتت الى انه سنويا تتداول ما يقارب المليوني جلد حمار على الصعيد العالمي لهذا الغرض، ويقدر الطلب الفعلي بضعف هذا الطلب. وبسبب الطلب المتزايد على الحمير، زاد سعرها بشكل غير متوقع، مما ادى الى زيادة التجارة غير القانونية مع الموردين وحدوث أزمة حمير عالمية.
واستدركت: على الرغم من ان 18 بلدا قد فرضت قوانين ضد ذبح الحمير مثل باكستان والسنغال ومالي وبوركينا فاسو والنيجر، ثبت ان الالتزام بتلك القوانين صعب جدا ومازالت أزمة الحمير مستمرة طالما هناك دول تعمل على تصدير جلود الحمير.
وأوضحت انه وفقا لذلك نشرت محمية الحمير في المملكة المتحدة، ان الشح العددي في الحمير أصبح أزمة يعاني منها آلاف القرى في افريقيا والهند، وطالبت بوقف الاتجار بها.
وأشارت في تقريرها الى انه سيختفي ما يقارب من نصف عدد الحمير البالغ 44 مليون حمار بسبب ارتفاع الطلب عليه وانتشار السوق السوداء.
وللأسف، على الرغم من ان المنظمة العالمية لصحة الحيوان نشرت شروطها لتجارة ونقل الحيوانات لكنها لم تشمل الحمير معها.