دائماً يدور الحديث حول القيادة، هل هي «فطرية أم مكتسبة»؟، والمسألة أحدثت ضجة بين مؤيد ومعارض، ولكن نحاول أن نبين جوانبها بمختصر مفيد.
يقول «وارين بنس» لا تستطيع تعلم القيادة، فالقيادة شخصية وحكمة، وهما شيئان لا يمكنك تعلمهما.
وأكد آخرون أن القيادة فن يمكن اكتسابها بالتعلم والممارسة، حيث يقول «وارين بلاك» (لم يولد أي إنسان قائدا، القيادة ليست مبرمجة في الجينات الوراثية، ولا يوجد إنسان مركب داخليا كقائد).
فالقيادة عبارة عن مجموعة من الصفات الفطرية والمكتسبة من التعليم والتدريب والخبرة والإعداد الفكري والنفسي والممارسة، هذا ما أكده الباحثون أنه (ثلث مولود به وثلثان مكتسب)، وهناك أشخاص قد يولدون بصفات فطرية وراثية إلا أن الأصل في أن القائد (يصنع ويربى) سواء كانوا قادة اجتماعيين أو سياسيين أو اقتصاديين أو عسكريين..الخ.
إن المهارات القيادية تكتسب عن طريق التعلم والتجربة، وقد تتعلم أعظم الدروس من خلال الأخطاء، ولكن الظروف تصنع الرجال والقادة وهذا شاهدناه أثناء مقاومة الاحتلال الغاشم للكويت، ولهذا يقول «برنارد باسي» (القيادة وظيفة تولد من رحم الموقف المطروح، وأن أي شخص يمكن أن يكون قائدا إذا توافرت له الظروف المناسبة).
يقول «فينس لومباردي» (القادة يصنعون ولا يولدون، إنهم يصنعون من خلال الجهد الشاق إنه الثمن المترتب علينا جميعا دفعه من أجل تحقيق أي هدف يستحق العناء)، فبهذا تكون الكاريزما وحدها لا تكفي لصناعة قائد، بل يجب عليه أن يتعلم المهارات ويكتسب الصفات ويصقل نفسه دائما، حتى تكون له بصمة واضحة مع فريق عمله ورؤية ثاقبة في قراءة المستقبل التي يتنبأ بها ويضع لها سيناريوهات التطبيق على أرض الواقع، فمن هنا يكون القائد ماهرا بالتنفيذ ومتميزا في اجتياز العقبات واتخاذ القرارات، ويتصف بمقولة (القائد هو تاجر الأمل) كما قال «نابليون بونابرت»، وحياة بلا عمل عبء لا يحتمل.
السؤال: هل برامج التدريب تؤدي المطلوب؟ إن برامج التدريب تؤدي المطلوب ولكن لا تعطيك الممكن وهي الهيبة والسلامة البدنية، بل تمنحك شهادة باسمك تجعلك قائدا، ولكن لن تخلدك نجما في القمة.
ونختم (زاويتنا) بقول ماثيو ماكونهي المخرج الأميركي «الشهادة ورقة تثبت أنك متعلم، لكنها لا تثبت أنك تفهم».
.. ودمتم ودام الوطن.
٭ واجب عزاء: أتقدم بأحر التعازي والمواساة إلى عائلة العويرضي وضباط الدفعة 27 الكرام، بوفاة أخينا وزميلنا الخلوق والنبت الصالح، العقيد الركن بشار عبدالعزيز العويرضي، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.
كما أتقدم بأحر التعازي والمواساة إلى زميلنا العقيد الركن جاسم محمد النمش وعائلة الحمدان الكرام بوفاة والدتهم، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد والدتكم بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته.
[email protected]