تشهد الكويت كباقي دول العالم تغيرات في التركيبة السكانية بزيادة نسبة كبار السن بإطراد وهذا يعني أنه يجب اهتمام الدولة بالتعرف على احتياجات كبار السن وأخذها في الاعتبار عند وضع الاستراتيجيات والبرامج الصحية لأن هذا هو العرفان والامتنان لهم والاعتراف بحقوقهم وترجمتها إلى واقع عملي.
وإن وضع أو تحديث استراتيجية وطنية لصحة كبار السن ليس مطلبا وطنيا فقط ولكنه التزام أمام المجتمع الدولي بموجب قرارات الأمم المتحدة وقرارات منظمة الصحة العالمية ذات الصلة.
وبينما كنت وكعادتي التجول بين مواقع المنظمات الدولية الإلكترونية فقد وجدت تقريرا مهما بعنوان «الوضع الصحي لكبار السن في الكويت ـ المؤشرات الأساسية أكتوبر 2016» وأعتقد أنه يجب دراسة هذا التقرير بعناية ليكون منطلقا لوضع وتحديث استراتيجية وخطط عمل وطنية تحفظ حقوق كبار السن بالصحة والكرامة الإنسانية والمساواة ويتزامن هذا مع التقرير الحديث الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية عن الخرف أو الزهايمر في العالم ومع صدور ونشر تلك التقارير بما تحتويه من مؤشرات مهمة يدركها المتخصصون فإن ردود الأفعال المتوقعة هي إجراءات لصون حقوق كبار السن بالصحة والعافية وتأمين احتياجاتهم الصحية في جو من العرفان والامتنان والتقدير.
وقد ذكرت منظمة الصحة العالمية أن عدد الأشخاص المصابين بالخرف يتزايد حيث إن أكثر من 55 مليون شخص حول العالم مصابون بالخرف، وحسب التقديرات فإن الرقم سيرتفع إلى 78 مليونا بحلول عام 2030 وإلى 139 مليونا بحلول عام 2050.
وكم كنت أتمنى أن يتم تحديث هذا التقرير بعد مرور 5 سنوات على صدوره فمازال يحدونا الأمل في أن تصبح الكويت مركزا إقليميا لصحة كبار السن بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية التي تزخر سجلاتها بالارتباط بين اسم الكويت والاهتمام بدعم ورعاية البحوث والمبادرات المعززة لصحة كبار السن ومن خلال الجائزة التي تمنحها المنظمة باسم الأمير الراحل، طيب الله ثراه، الشيخ صباح الأحمد وهي جائزة تمنح سنويا أثناء اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية.
ومهما قدمنا لكبار السن فما زلنا مقصرين تجاه من سهروا على راحتنا وكافحوا من أجل تربيتنا وراحتنا وأدعو الله أن يرحمهم كما تعبوا في تربيتنا ونحن صغار.
وأتمنى أن تتبنى مؤسسة الكويت للتقدم العلمي مقترحي عن إنشاء مركز إقليمي لصحة كبار السن بالكويت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ليقود البحوث والدراسات والمبادرات على مستوى الإقليم ويقدم المنح لتشجيع البحوث ودعم الباحثين في التخصصات ذات الصلة بكبار السن.