في موقف مضاد لمنصة الدردشة عبر التواصل الاجتماعي، التي تروج لتحرر المرأة من القيود الإسلامية، لتصل إلى الدعوة للحرية الجنسية المطلقة، وتبني تعدد الأزواج للمرأة الواحدة! تحت مزاعم الانتصار «للنسوية ضد الذكورية».
لتقف في مواجهتها منصة أخرى تروج بشراهة لتعدد الزوجات، لكبح شهوات الرجل الذي تتعدد أمام عينيه صنوف النساء فلا تكفيه زوجة واحدة، هكذا يدعي البعض لإغراء الرجال بالتعدد!
وطبعاً مع التسليم المطلق لشرع الله وسنة رسوله وعترته الطاهرين، لكن ينبغي عدم التدليس على هؤلاء الرجال بأن التعدد منصب فقط على رغبة الذكر بالأنثى.
فالزوجة واحدة كانت أو متعددة، ليست وعاء لتفريغ شهوة الرجل، فيجب تبصرة الرجال بأن الرجل ملزم بالإنفاق على هذه المرأة بالتساوي مع ضراتها، ومن حقها السكن الملائم وأنها قابلة لإنجاب الأطفال وما يستلزم من رعاية تربوية وتعليمية وصحية، وإن هذه الزوجة تمر بأدوار من المرض والرغبات المعيشية والترفيهية، قد يكون ليس من حقها الشرعي والقانوني، ولكن حسن المعاشرة تقتضي المودة والسكينة والرحمة، فالتعدد ليس آلية جامدة خالية من المشاعر والأحاسيس السلبية منها والإيجابية، وليس التعدد بالضرورة طريق حريري مفروش بالورود والرياحين، ولذلك أشار القرآن الكريم إلى وجوب توافر العدالة، إن لم تكن القلبية، فعلى الأقل العدالة بالإنفاق.
فمن استطاع ذلك بوعي وإدراك، فليعدد مأجوراً بالثواب الجزيل «فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع» (النساء:3)، ومن عرف قدر نفسه بعدم تحمل المسؤولية «فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة» (النساء:3) فليتقي ربه من ظلم بنات الناس.
وليتعظ من أسباب الطلاق المتزايدة في المجتمعات، وإذا كان الوفاء من شيم الرجال، فالزوجة الأولى التي تحمّلته حتى اشتد عوده، وصبرت معه على نوائب الدهر، وصارت له هي العشيقة الحبيبة، والزوجة الوفية، والأم الرؤوم، كان حقا عليه الوفاء لها بالحرص على طيب خاطرها، وعدم غثها بضرة تنكد عليهما حياتهما.
وهذه قضية لم يسلم منها أعظم الرجال خلقاً وخُلقاً، حيث سجل القرآن الكريم بعض معاناة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مع بعض نسائه وهن أمهات المؤمنين.
مثلما علينا التحقيق والتدقيق في الروايات التي صنعتها الآلة الإعلامية للدولة الأموية، كالقول بأن الإمام علي عليه السلام أراد أن يتزوج بنت أبي جهل فغضب عليه النبي وخاصمته الزهراء - عليهم صلوات الله وسلامه - وكذلك القول بأن الإمام الحسن سبط النبي كان مزواجا وطلاقا، وانه عندما استشهد، كان في تشييعه 300 امرأة حاسرة حافية كل منهن تزعم أنها كانت زوجته!
المدرسة الإمامية ترفض هذه الروايات المصطنعة لتشويه السيرة العطرة لآل البيت النبوي، الذين أوصى النبي بهم خيراً، وجعلهم أمانا وقدوة للأمة «إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي».
[email protected]